نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 434
نعم ذهب بعضهم كما تقدم إلى القول بجواز إمامة المفضول وصحة خلافة الشيخين وهم السليمانية أو الصالحية ، وما نُسب إلى زيد من أنّه « كان من مذهبه جواز إمامة المفضول مع قيام الأفضل ، فقال : كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه أفضل الصحابة إلا أن الخلافة فوضت إلى أبي بكر لمصلحة رأوها . . . » هو عين عقيدة السليمانية كما تقدم عن الجرجاني ، قال : « السليمانية ، هو سليمان بن جرير ، قالوا : الإمامة شورى فيما بين الخلق ، وإنما تنعقد برجلين من خيار المسلمين ، وتصح إمامة المفضول مع وجود الأفضل ، وأبو بكر وعمر إمامان وإن أخطأت الأمة في البيعة لهما مع وجود علي ، لكنه خطأ لم ينته إلى درجة الفسق ، وكفروا عثمان وطلحة والزبير وعائشة » [1] . وأما قوله : « ألا ترى أنّه لما أراد في مرضه الذي مات فيه تقليد الأمر عمر بن الخطاب زعق الناس ، وقالوا : لقد وليت علينا فظاً غليظاً . . . » ، فإنّ ظاهر العبارة كونها للشهرستاني نفسه . كما لا يبعد أن تكون هذه العقيدة أو المقالة التي نسبت لزيد مقتبسة من عقائد واصل بن عطاء المعتزلي ، فنسب عقيدة واصل لزيد بن الإمام زين العابدين عليه السلام . مضافاً إلى أن الفرقة الزيدية إنما تأسست بعد شهادة زيد على يد هشام ، فلم يكن في حياته صاحب فرقة أو مدرسة كلامية ، ولم تكن له عقائد خاصة ، ولم يدع إلى نفسه ، بل كان صاحب ثورة من أجل تخليص المسلمين من حكام الجور من بني أمية ، الذين لم تكن سيوفهم قد جفت بعد من دماء الإمام