نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 433
وصارت أصحابه كلهم معتزلة . وكان من مذهبه جواز إمامة المفضول مع قيام الأفضل ، فقال : كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه أفضل الصحابة إلا أن الخلافة فوضت إلى أبي بكر لمصلحة رأوها ، وقاعدة دينية رعوها ، من تسكين نائرة الفتنة ، وتطييب قلوب العامة ؛ فإن عهد الحروب التي جرت في أيام النبوة كان قريباً ، وسيف أمير المؤمنين علي عن دماء المشركين من قريش وغيرهم لم يجف بعد ، والضغائن في صدور القوم من طلب الثأر كما هي ، فما كانت القلوب تميل إليه كلَّ الميل ، ولا تنقاد له الرقاب كلّ الانقياد ، فكانت المصلحة أن يكون القائم بهذا الشأن من عرفوه باللين والتؤدة ، والتقدم بالسن ، والسبق في الإسلام ، والقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألا ترى أنه لما أراد في مرضه الذي مات فيه تقليد الأمر عمر بن الخطاب زعق الناس ، وقالوا : لقد وليت علينا فظا غليظا ، فما كانوا يرضون بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ؛ لشدته وصلابته وغلظته في الدين ، وفظاظته على الأعداء ، حتى سكنهم أبو بكر بقوله : لو سألني ربي لقلت وليت عليهم خيرهم لهم ، وكذلك يجوز أن يكون المفضول إماما ، والأفضل قائم ، فيرجع إليه في الأحكام ، ويحكم بحكمه في القضايا ؛ ولما سمعت شيعة الكوفة هذه المقالة منه ، وعرفوا أنه لا يتبرأ من الشيخين رفضوه ، حتى أتى قدره عليه ، فسميت رافضة » [1] ، هذا تمام كلامه . فما ذكره الشهرستاني من أن « الزيدية : أتباع زيد بن علي . . . ، إلى قوله : ويكون كل واحد منهما واجب الطاعة » هو المعروف عنهم وعليه علماء الفرق في تصانيفهم حول هذه الفرقة .