نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 297
ولم يكن هذا أسلوباً جديداً وإنما كان متبع منذ بداية الدعوة حيث كانت تعلو الأصوات كلما قرئ القرآن لئلا يسمعه الناس ، فيتأثروا به ويهتدوا ، ف « أن العرب كانوا إذا سمعوا القرآن لغوا فيه ، وقال الزركشي : * ( لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ) * » [1] . وبعد استتباب الأمر ، وظهور الإسلام ، بقي شيء من ذلك في نفوس بعض الذين آمنوا حتى أصبح خُلقاً لهم جبلوا عليه ؛ لأن المرء مجبول على ما اعتاده ، فكانت أصواتهم تعلو فوق صوت النبي صلى الله عليه وآله فنهاهم تعالى وحذرهم * ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) * [2] . ثم جُدد العمل به كأسلوب للتشويش على كلام رسول الله صلى الله عليه وآله أثناء عرضه لمسألة الخلافة من بعده « صمنيها الناس » ، « كلمة لم أفهمها » ، « كلمة لم اسمعها » ، « تكلم بشيء لم أفهمه » ؛ لعلمهم التام بأن النتيجة لن تكون لصالحهم أبداً ، فإنها عهد الله تعالى و * ( لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) * [3] . وقد كان عملهم هذا مصحوباً بالحيطة والحذر ؛ لخوفهم في حياته صلى الله عليه وآله من الوحي أن يفضحهم كما في مسند أحمد بن حنبل عن ابن عمر ، قال : « كنا نتقى كثيراً من الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ؛ مخافة أن ينزل فينا القرآن ، فلما مات رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم
[1] تفسير البرهان ، ج 1 ، ص 175 . [2] الحجرات / 2 . [3] البقرة / 124 .
297
نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 297