نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 293
لمن أحب الناس إليّ ، وإن هذا [ أسامة ] لمن أحب الناس إليَّ بعده [ بعد أبيه ] » [1] . وفي تاريخ الإسلام للذهبي عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : « جعل رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يقول في مرضه : أنفذوا جيش أسامة » [2] . فقول النبيّ صلى الله عليه وآله ( أنفذوا ) أمر منه صلى الله عليه وآله بإخلاء المدينة بتحرك الجيش منها ، يجب طاعته ، ولكن نجد الذهبي بعد ذلك يقول : « فسار [ أسامه ] حتى بلغ الجرف ، فأرسلت إليه امرأته فاطمة بنت قيس تقول : لا تعجل فإنّ رسول الله ثقيل ، فلما يبرح حتى قبض رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم . . . » [3] . وهذا غريب حقّاً ، فكيف يعصى أمر رسول الله صلى الله عليه وآله ، وتطاع فاطمة بنت قيس ؟ ! وهكذا يبيّن لنا الشهرستاني المخالفة الثانية للنبيّ الأكرم محمد صلى الله عليه وآله بعد المخالفة الأولى التي حصلت في يوم الخميس - لمّا أمر بالكتف والدواة ، وقال قائلهم يومئذٍ " عمر بن الخطاب " إنّ الرجل ليهجر أو غلبه الوجع على اختلاف الروايات التي تناقلت تلك الرزية ، التي ما برحت الأمّة الإسلامية تعاني من أوزارها وآلامها ومآسيها إلى يومنا هذا - فقال : « الخلاف الثاني في مرضه ، أنّه قال : ( جهّزوا جيش أسامة ، لعن الله من تخلف عنه ) ، فقال قوم : يجب علينا امتثال أمره ، وأسامة قد برز من المدينة ، وقال قوم : قد اشتد مرض النبي عليه الصلاة والسلام ، فلا تسع قلوبنا مفارقته والحالة هذه ، فنصبر حتى نبصر أي شيء
[1] صحيح البخاري ، ج 5 ، ص 145 ؛ و ج 4 ، ص 213 ، باب مناقب زيد ؛ و ج 5 ، ص 84 ، باب غزوة زيد . و ج 8 ، ص 117 . صحيح مسلم ، ج 7 ، ص 131 . مسند أحمد بن حنبل ، ج 2 ، ص 20 . [2] تاريخ الإسلام ، ج 3 ، ص 19 . الطبقات الكبرى ، ابن سعد ، ج 4 ، ص 67 . [3] المصدر السابق ، ج 3 ، ص 19 .
293
نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 293