نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 242
وقال ابن جبر : « ومنهم [ المسلمين ] من أوجبها عقلاً وسمعاً ، لكونها لطفاً في أداء الواجبات واجتناب المقبحات . . . ، وهم الإمامية الاثنا عشرية » [1] . ومرادهم من الوجوب العقلي هنا هو كونها لطف [2] من الله تعالى يكون معه العبد أقرب إلى فعل الطاعة وأبعد عن فعل المعصية ، قال المحقق الحلي : « والموجبون لها عقلاً اختلفوا على قولين : فمنهم من أوجبها دفعاً للضرر ، فأوجب نصب الإمام بهذا الاعتبار على المكلفين ، ومنهم من أوجبها لكونها لطفاً في أداء الواجبات واجتناب المقبحات ، فأوجب نصب الإمام بهذا الاعتبار على الله سبحانه وتعالى ، والأول هو مذهب النظام والجاحظ والخياط وأبي الحسين البصري ، والثاني مذهب الإمامية » [3] . واتفق جمهور أهل السنة على أنّ دليل وجوبها هو السمع لا غير ، قال التفتازاني : « قال [ الإيجي ] : المبحث الأول ، نصب الإمام بعد انقراض زمن النبوة واجب علينا سمعاً عند أهل السنة وعامة المعتزلة » [4] ، وقال القرطبي : « إنّها [ الإمامة ] واجبة من جهة الشرع لا من جهة العقل » [5] ، وقال الشنقيطي : « وأكثر العلماء على أن وجوب الإمامة الكبرى بطريق الشرع » [6] . وأما المعتزلة فقد انقسموا بين الوجوب العقلي والشرعي ، والقائلون بوجوبها
[1] نهج الإيمان ، ص 35 . [2] ونلفت النظر إلى أنّ اللطف هنا هو ما كان منطلقاً من العقل العملي ، وهو معنى العناية الإلهية ، أي دليل العناية . وعند الحكماء فاللطف هو منطلق من العقل النظري . [3] المسلك في أصول الدين ، ص 188 . [4] شرح المقاصد ، التفتازاني ، ج 2 ، ص 273 . [5] الجامع لأحكام القرآن ، ج 1 ، ص 265 . [6] أضواء البيان ، ج 1 ، ص 22 .
242
نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 242