على إمام أصلاً . . . » [1] .
وشذّ عن ذلك بعض فرق السنّة حيث زعموا وجود النصّ على أبي بكر ، قال القرطبي : « وهؤلاء الذين قالوا لا طريق إليه إلا النصّ . . . ، اختلفوا على ثلاث فرق : فرقة تدعي النص على أبي بكر . . . » [2] .
وقال المسعودي - بعد أن ذكر أنّه رأى كتاباً لبعض الأمويين ادعى فيه النص المتواتر علي الأمويين - : « مناقضاً لأصحاب النص على أبى بكر من أصحاب الحديث ، والبيهسية من الخوارج والبكرية أصحاب بكر بن أخت عبد الواحد وغيرهم . . . » [3] .
وقد اتفق شيعة أهل البيت عليهم السلام على النصّ على الإمام علي عليه السلام ، وتميزت بهذه العقيدة ودافعت عنها شديداً وبذلت لها كلّ شيء دون أن تحيد عنها أدنى أنملة ؛ لثبوتها عندهم بالدليل القاطع واليقين الذي لا يشوبه شك ، وسيأتي الكلام عن ذلك مفصلاً في محله إن شاء الله تعالى .
وما زعمه الدكتور السالوس مخالف لمبنى جمهور السنّة من عدم وجود النص ، وهذا غريب منه ؛ حيث ادعى أنه يتحدث على لسان أهل السنة والجماعة ! اللهم إلا إذا أراد أن يسوقه في مقام الجدل لمعارضة ما أورده الشيعة من الأحاديث الكثيرة في النصّ على الإمام علي عليه السلام ! ولعمري ما أكثر الأمور التي ساقها جدلاً في كتابه هذا .
وقد أخرج حفاظ ومحدثو السنّة كثير من الأحاديث التي تدل دلالة

[1] إحياء علوم الدين ، الغزالي ، ج 1 ص 139 .
[2] الجامع لأحكام القرآن ، ج 1 ، ص 265 .
[3] التنبيه والإشراف ، ص 291 .

225