نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 524
فالانقسام إلى كيانات وتيارات حزبية وطائفية ومذهبية مسألة متجذرة في التاريخ البشري ، فحتى في عصرنا الحاضر نحن نعيش هذه الحالة ، بعضها تتبنى أصولاً عقائدية مشتركة ، وأخرى تتبنى أصولاً عقائدية غير مشتركة ، كالتي بين الأحزاب الإسلامية والعلمانية العربية والتي ستصبح في يوم من الأيام فرق خاصة مستقلة لها أصولها وأفكارها وأحكامها . والحاصل : إنّ موت الإمام المعصوم عليه السلام لم يكن هو السبب وراء افتراق الشيعة إلى فرق متعددة ، بل كانت وراء ذلك أسباب عديدة أشرنا إليها ، كان من أهمها الجهل بمعرفة الإمام الحقّ ، وما له وما عليهم من الحقوق اتجاهه ، وهو ما نجده من عدم الإتمار بأمره عليه السلام وإظهار الطاعة له ، والانحراف لمثل هؤلاء أقرب من حبل الوريد ، فتجد المنحرفين عن منهج الحقّ ينعقون مع كل ناعق ، ويدبون وراء كل داع ، كالاشتراك في ثورات لم تكن مرضية أو مأذونة من قبل الإمام الحقّ ، حتى اتخذ بعضهم منهجاً له ( الإمام مع السيف ) ، فمن لم يقم به ليس بإمام والحال إنّ مهمّة الإمام لا تتوقف على ذلك أبداً ، فالإمام حياة للإنسان وقاتل للفساد والأفكار الباطلة ؛ إذ المشكلة ليست بقتل الجسم من الإنسان ما لم يقتل فكره الفاسد ويستأصله من جذوره . ثانياً : الشيعة والاعتقاد بألوهية الأئمة لم تكن الشيعة الإمامية الاثني عشرية تعتقد بإلوهية أئمتها من أهل البيت عليهم السلام في يوم من الأيام ، مع إيمانها بظهور الكثير من الكرامات على أيديهم عليهم السلام ، وتعتبر هذه الكرامات حالة طبيعية ، فحالها حال المعاجز التي تجري على أيدي الأنبياء عليهم السلام ، لما يتمتع به الإمام من منزلة رفيعةّ عند الله
524
نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 524