نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 400
ثم إنّ ما ذكره من الحكم والفصل بين المتخاصمين حيث قال : « على قتلة عثمان الوزر الأكبر لكل ما نتج عن هذه الفتنة » [1] ، ووصفه لهم بالظالمين ، كما يشعر به استشهاده على المورد بالآية الكريمة * ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً ) * [2] ، تعريض واضح بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهو لا يتلاءم مع مبناه في عدالة جميع الصحابة ؛ لأنّ جلّ الصحابة قد شارك في قتل عثمان كما في تاريخ الطبري ( حوادث سنة 35 ) ، عن عبد الرحمن بن يسار ، قال : « لما رأى الناس ما صنع عثمان كتب من بالمدينة من أصحاب محمّد [ صلى الله عليه وآله ] إلى من بالآفاق منهم ، وكانوا قد تفرّقوا في الثغور : إنّكم خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عزّ وجلّ ، تطلبون دين محمّد [ صلى الله عليه وآله ] ، فإنّ دين محمّد قد اُفسد من خلفكم وترك ، فهلموا فأقيموا دين محمّد [ صلى الله عليه وآله ] ، فأقبلوا من كل أُفق حتّى قتلوه » [3] . وفي رواية ابن الأثير في ( الكامل في التاريخ ، حوادث سنة 35 ) ، قال : « إن أردتم الجهاد فهلمّوا فإنّ دين محمد قد أفسده خليفتكم فأقيموه » [4] . سادسا : انقسام الأمّة قبيل رحيل الرسول صلى الله عليه وآله وظهور الفرق إنّ المحقق الخبير بتاريخ الفرق الإسلامية يفهم أن بداية نشوئها لم يكن حادثة ( التحكيم ) الشهيرة كما حاول الدكتور السالوس أن يُوهم ذلك [5] ، وإنما يعود تاريخها إلى قبل ذلك بكثير ، فقد ظهر أول انقسام بين الأمّة قبيل رحيل
[1] مع الاثني عشرية في الأصول والفروع ، ج 1 ، ص 33 - 34 . [2] الأنفال / 25 . [3] تاريخ الأمم والملوك ، ج 3 ، ص 400 - 401 . [4] الكامل في التاريخ ، ج 3 ، 168 . [5] انظر : مع الاثني عشرية في الأصول والفروع ، ج 1 ، ص 34 .
400
نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 400