نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 399
يقول هذا ؟ فقال معاوية : لا تزال تأتينا بهنة ، أنحن قتلناه ؟ إنما قتله الذين جاؤوا به » [1] . فكان مثل هذا الأسلوب التضليلي رائجاً عند معاوية وعمرو بن العاص للتمويه على الحقيقة وإخفاء الحق على البسطاء ، وقد نجحوا في ذلك في كثير من الأحيان . وكان يمثل جبهة الباطل الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وآله بالناكثين والقاسطين والمارقين [2] ، الذين انقلبوا على الشرعية ، فلم يسعهم شرع الله تعالى ، ولم يصبوا لحكمه تعالى ، فعكفوا بوسائلهم الشريرة وأساليبهم الشيطانية من أجل الظهور على الحق ، مسخرين كلّ شيء من أجل ذلك . والحاصل : أنّ الدكتور السالوس بقوله : « لم تنته الفتنة ، بل زاد أوراها ، وسالت دماء طاهرة على أرض الإسلام بسيوف المسلمين » ، خلط الأوراق وشوه الحقيقة وأعطى الفتنة معنى مبهماً ، ولم يُميّز بينها وبين الصراع بين الحق والباطل ؛ إذ لم يكن هناك فتنتين وإنما كانت هناك فتنة في عهد عثمان وصراع بين الحق والباطل في عهد الإمام علي عليه السلام ، وقد انتهت فتنة عثمان ولم ولن ينتهي الصراع بين الحق والباطل أبداً ، وسالت دماء طاهرة من معسكر الحق بسيوف الخارجين على الشرعية ، تشارك في وزرها المباشرون والمسببون .
[1] مسند أحمد بن حنبل ، ج 2 ، ص 161 ، ص 164 ، 206 . ج 4 ، ص 199 . [2] انظر : المستدرك على الصحيحين ، ج 3 ، ص 139 - 140 . مجمع الزوائد ، الهيثمي ، ج 5 ، ص 186 . ج 6 ، ص 235 . ج 7 ، ص 238 . مسند أبي يعلى الموصلي ، ج 1 ، ص 397 . ج 3 ، ص 194 . المعجم الأوسط ، الطبراني ، ج 8 ، ص 213 . ج 9 ، ص 165 . المعجم الكبير ، ج 4 ، ص 172 . ج 10 ، ص 91 - 92 . الاستيعاب ، ابن عبد البر ، ج 3 ، ص 1117 .
399
نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 399