نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 85
إذ لو لم يجعل الله تعالى له مترجما من عنده ، مع تقسيم كتابه المجيد إلى الأقسام الثلاثة لزم الاخلال بالحكمة ، حيث جعل كلامه الذي هو وسيلة الهداية موجبا للحيرة والضلالة ، تعالى شأنه عن ذلك علوا كبيرا . ولو لم يكن في الأمة من يدعي منزلتهم لم يحتج إلى ذلك ، لأن بيان المقصد بالرمز والتشابه إنما هو للإخفاء عن غير أهله ، فلو كانت الأمة مجتمعة على الطاعة والانقياد لهم ، لم يكن في البين غير أهل ، حتى يحتاج إلى الرمز والتشابه . وقد ورد عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام أنه تعالى شأنه قسم كتابه إلى مجمل ومحكم ومتشابه ، حتى يتميز المتولون على الخلافة عمن هو أهل للخلافة ويكون خليفة له . [1] وأما السادس : وهو انحصار الإمامة فيهم ، فيعلم من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " لن يفترقا " أيضا ، لأن دلالته على احتياج غير العترة عن الأمة إليهم تنبئ عن عدم تطرق الخلافة والإمامة فيهم ، وإلا لكان الإمام منهم مستغنيا كالعترة ، وهو مناقض لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " لن يفترقا " ، بل يدل عليه أيضا قوله : ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي " إذ لو كان فيهم إمام لوجب استثناؤه من المتمسكين ، ضرورة أن الإمام لا يتمسك بغيره من الأمة . وأما السابع : وهو انحصار الاهتداء في التمسك بهم ، والرجوع إليهم فتدل عليه الفقرتان أيضا ظهورا وصراحة . أما ظهورا فمن الفقرة الأولى ، فإن قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا " في مقام بيان أن سبيل الهداية ينحصر فيهما ، ولا تكون الأمة مصونة
[1] الصافي ذيل الآية 7 من آل عمران نقلا عن الاحتجاج للطبرسي . والمؤلف ( ره ) نقل الحديث بالمعنى فلا تغفل .
85
نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 85