نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 76
والرابع ، والخامس : أنه إمام ورحمة . توضيح الأمر : إن من الآثار المترتبة على الشهادة برسالته صلى الله عليه وآله وسلم إسلام الشاهد ، وهو مترتب عليها في جميع الموارد ، سواء كان الشاهد معصوما أم لا . ومنها : ثبوت الرسالة بها ، وهو إنما يترتب عليها إذا كان الشاهد عالما معصوما من الخطأ والزلل عمدا وسهوا وجهلا . والغرض من المقام إنما هو الثاني لا الأول ، ضرورة أنه عز وجل في مقام إثبات رسالة رسوله بالحجج القاطعة التي لا ينبغي الارتياب فيها ممن له حظ من مراتب التعقل ، فلو لم يكن هذا الشاهد الذي ذكره تعالى معصوما من الجهل والزلل عمدا وسهوا لم يكن لذكره في هذا المقام ، وجعل شهادته في مقابل بينة الرب تعالى مقدمة على شهادة كتاب موسى مجال . وبالجملة : ما بيناه في كمال الوضوح ونهاية الظهور ولذا لم يتجاوز المفسرون في تفسيرهم إلى من لم يكن معصوما مع اضطراب كلماتهم وكثرة اختلافهم فيه كما رأيت . فتبين بما بيناه أن كونه عليه السلام شاهدا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم من ألقابه الشريفة الدالة على عصمته وطهارته ، بل تقديم شهادته على شهادة كتاب موسى في الذكر يدل على تقدمها عليها رتبة المستلزم لتقدمه على موسى الكليم في الرتبة ، لما عرفت من أن علم كل نبي طبق ما حواه كتابه ، فدرجته أيضا طبق درجة كتابه ، فالمقدم على الكتاب في الرتبة مقدم على صاحبه كذلك . هذا كله بالنسبة إلى كونه عليه السلام شاهدا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم على رسالته . وأما كونه من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فمنقبة أخرى قد كشف عنها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على ما رواه الفريقان ، أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم :
76
نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 76