نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 53
لا يقال : يمكن أن يقال : الآية الكريمة نزلت لتسلي نبيه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بأن الله تعالى يعلم بأنك رسوله فلا يضرك تكذيب الكفرة ، ولا تكون في مقام الاحتجاج عليهم حتى يستلزم اقتران شهادته برسالته بإظهار المعجزات على يده الكاشف عنها . لأنا نقول : لو كانت الآية هكذا : ( كفى بالله شهيدا ومن عنده علم الكتاب ) من دون ذكر ( قل ) في صدرها وضم ( بيني وبينكم ) لاحتملت ذلك ، وأما مع ذكر ( قل ) في صدرها وضم ( بيني وبينكم ) فهي صريحة في أنها في مقام الاحتجاج وجواب ورد على الكفرة المنكرين لرسالته المكذبين له صلى الله عليه وآله وسلم . وأما الرابع : فكشف الحجاب عنه يتوقف على بيان معنى علم الكتاب . فأقول : ليس المراد من علم الكتاب ، العلم بظاهره فقط ، إذ العلم به كذلك يجامع مع عدم العصمة ، ومتابعة الهوى كما هو ظاهر ، ومن هذا شأنه لا تكون شهادته مفيدة للعلم واليقين ، ولا تكون مقبولة عند العقل ، فكيف يستحق أن يجعل شهادته عديلا لشهادته تعالى ، وبرهانا مستقلا مثبتا لنبوته صلى الله عليه وآله وسلم . فالمراد منه العلم بظاهر الكتاب وباطنه ، تأويله ، وتنزيله ، وخوافيه ، وأسراره المودعة فيه ، الذي هو موهبة إلهية غير كسبية ، لا يليق به إلا من كان معصوما مطهرا من الخطأ والزلل عمدا وسهوا ، فتكون شهادته حينئذ مفيدة للعلم ، ومقبولة عند العقل ، ولائقة لأن تجعل عديلا لشهادته تعالى . ثم إن طريق استكثار العلم بالباطن لا ينحصر في إخبار النبي بأنه عالم به ، وإلا لزم أن لا تكون شهادته مثبتة لنبوته صلى الله عليه وآله وسلم إذ التصديق بعلمه بالباطن ،
53
نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 53