responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني    جلد : 1  صفحه : 352


ولو ادعوا أن الإمامة إنما تكون باجتماع الأمة بنص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، لم ينصب أبو بكر عمر ، ولم يقل في حال احتضاره : ليتني سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمن هذا الأمر من بعده ، فلا ينازعه فيه أحد ، وليتني كنت سألته هل للأنصار فيها من حق ، فالأصل وهو الخليفة الأول كلامه صريح في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سكت عن أمر الخلافة ، وأهمله ، وتمنى أن يكون سائلا عنه حتى لا ينازع فيه .
وثانيا : إن الإمامة أجل قدرا ، وأعظم شأنا ، وأمنع جانبا ، وأعلى مكانا ، من أن يصير الناس مرجعا في تعيينها ، لمن شاءوا واختاروه ، كما نبه عليه مولانا الرضا عليه السلام ، ضرورة أن المرجع لا بد أن يكون عارفا بحدود ما رجع إليه ، ويقبح من الحكيم تعالى شأنه أن يرجع الأمر في الإمامة التي هي تلو الرسالة ، بل أكمل منها إلى اختيار الناس ، الغير المطلعين على سرائر العباد وضمائرهم ، الجاهلين بحدودها ، وعلو مكانها ، وسمو شأنها ، فهل هذا إلا إهمال ؟ كيف وقد قال الله عز وجل : " الله أعلم حيث يجعل رسالته ، [1] فهو تعالى نبه العباد على أن السبيل منحصر في جعله تعالى .
فتبين بما بيناه أن ما ذهب إليه العامة وبنوا أصل مذهبهم عليه لا يلائم مع إكمال الدين المصرح به في الآية الكريمة .
واعلم أن الآية الكريمة تدل على نصب جميع خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، والأئمة من بعده صلى الله عليه وآله وسلم ، لا على نصب خليفة واحد منهم بعينه ، وإلا لزم الاهمال بالنسبة إلى من لم ينص على نصبه ، وهو مناقض لإكمال الدين ، وإتمام النعمة ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم كما صرح بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ونصبه يوم الغدير ،



[1] الأنعام : 124 .

352

نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست