نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 329
بحديث جعله بمنزلة تمام الدين ، إنما هي الولاية والخلافة ، لأن تبليغ غيرها من الأحكام لم يكن محلا لخوف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الناس . كما أن هذا الاهتمام والتأكيد لا يناسب غير الولاية من سائر الأحكام ، إذ لا يكون منزلة غيرها من الأحكام بهذه المثابة ، بحيث لو ترك ترك الجميع ، وإنما يناسب هذا الاهتمام الولاية والخلافة ، حيث يكون الدين محفوظا من الضياع بنصب الخليفة وتعيينه من قبله تعالى ، ومعرضا للضياع من حيث الزيادة والنقصان بتركه هذا . ولا بأس بذكر التفاسير المخالفة للروايات ، وبيان ما فيه . ففي مجمع البيان : أكثر المفسرون فيه الأقاويل . فقيل : إن الله تعالى بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم برسالة ضاق بها ذرعا ، وكان يهاب قريشا ، فأزال الله بهذه الآية تلك الهيبة ، عن الحسن . وقيل : يريد به إزالة التوهم من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتم شيئا من الوحي للتقية ، عن عائشة . وقيل غير ذلك . [1] وروى العياشي في تفسيره ، بإسناده عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وجابر بن عبد الله ، قالا : أمر الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أن ينصب عليا للناس ، فيخبرهم بولايته ، فتخوف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقولوا : حابى ابن عمه ، وأن يطعنوا في ذلك عليه ، فأوحى الله إليه الآية ، فقام بولايته يوم غدير خم . [2] وهذا الخبر - بعينه - قد حدثناه السيد أبو الحمد عن الحاكم أبي القاسم