نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 330
الحسكاني ، بإسناده عن ابن أبي عمير ، في كتاب شواهد التنزيل ، انتهى . [1] أقول : أما ما عن الحسن فلا يخالف ما في الروايات ، غاية الأمر أنه لم يعين شأن النزول ، إما لجهله بمحله ، أو تقية من الناس ، أو موافقة مع هو أهم ، والظاهر أحد الأخيرين ، بل الأخير كما يظهر من خبر العياشي ، بإسناده عن زياد بن المنذر أبي الجارود صاحب الزيدية الجارودية ، قال : كنت عند أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام بالأبطح ، وهو يحدث الناس ، فقام إليه رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعشى ، كان يروي عن الحسن البصري ، فقال : يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعلت فداك ، إن الحسن البصري يحدثنا حديثا يزعم أن هذه الآية نزلت في رجل ، ولا يخبرنا من الرجل : " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " تفسيرها : أتخشى الناس ، فالله يعصمك من الناس ، فقال أبو جعفر عليه السلام : ماله لا قضى الله دينه " انتهى ما أردناه . [2] وأما ما عن عائشة فبعيد عن الآية أبعد مما بين السماء والأرض ، إذ لو كان الفرض ما ذكر لكان حق العبارة : يا أيها الناس بلغ الرسول ما أنزل إليه من ربه جميعا بصيغة الماضي ونحو ذلك ، لا أمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالتبليغ وإيعاده على تركه ، ولعل نسبته إلى عائشة خطأ . ثم إنه ينبغي التنبيه على بعض خصوصيات الآية الشريفة . فأقول : عبر بالرسول دون النبي ونحوه ، لأن المناسب لمقام التبليغ ذكر وصف الرسالة ، سيما إذا كان التبليغ مهتما به في الغاية كالمقام ، وبصيغة التفعيل دون الأفعال ، لكمال الاهتمام ببلوغ المنزل إلى الأمة ، فناسب التعبير