نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 319
ومما يوضح ذلك أيضا مع وضوحه وظهوره : أن المراد من " الذين يقيمون الصلاة " مصداق مخصوص ، لا العنوان العام الشامل لكل من آتى الزكاة في حال الركوع ، إذ ليس له مزية خاصة يختص به بعض المؤمنين ، حتى يناسب حصر الولاية في المتصف به دون غيره ، فالصفة المأخوذة في القضية إنما أخذت معرفة لا عنوانا يدور مداره الحكم ، بحيث يعم الحكم كل من يتصدق في حال الركوع ، فلا بد حينئذ من تعريف المصداق المخصوص الذي هو موضوع الحكم . ولم يعرف في الروايات الواردة من الطريقين مع كثرتها واستفاضتها ، بل تواترها ، إلا مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فلا مجال للتردد والتزلزل في عدم صدقه إلا على مولانا أمير المؤمنين عليه السلام . ولا ينافي ذلك التعبير بصيغة الجمع لأن التعبير بها في مقام التعظيم شائع ، مع أن في التعبير عنه عليه السلام بصيغة الجمع إشارة إلى أمر آخر ، وهو أن إيمانه عليه السلام أكمل مراتب الإيمان سبقا وثباتا ويقينا ، وأن طاعته لله تعالى أتم درجات الطاعات إخلاصا ، متمحضة في وجه الله تعالى ، خالية عن شائبة الطمع والخوف ، كما هو المأثور عنه عليه السلام أنه قال : " ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك ، بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك " [1] فعبر عنه بصيغة الجمع تنبيها على هذا المعنى ، وتنزيلا له منزلة جميع المؤمنين ، من حيث استكمال جميع مراتب الإيمان ، وأشد درجات الطاعات فيه عليه السلام . وارتقاؤه على أعلى مراتب اليقين والإيمان وأكمل درجات الطاعات ، قد دلت عليه نصوص الفريقين في مواطن كثيرة ، مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم له حين برز عليه السلام إلى