نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 293
يدل على كمال فضيلته ، وكذا قوله صلى الله عليه وآله وسلم له : " لا تحزن إن الله معنا " . [1] قلت : مجرد الصحبة والاجتماع في مكان واحد ، وتعبير أحد المتصاحبين عن الآخر بصاحبه ، لا يدل على فضل ولا نقص ، كما لا يدل التعبير بثاني اثنين ونحوه على فضل ، فضلا عن كمال الفضيلة . ألا ترى أن الله تعالى شأنه جعل الكافر صاحب المؤمن ، والمؤمن صاحب الكافر ، فقال عز وجل في سورة الكهف : " فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا " [2] وقال أيضا : " قال له صاحبه أكفرت بالذي خلقك من تراب " [3] وقال تعالى شأنه : " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا " [4] ولم يكن في التعبير المذكور فضيلة لأهل النجوى . بل يمكن أن يقال : قوله تعالى : " فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها " [5] باعتبار إفراد الضمير يدل على أن اشتراكه مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إنما هو في المصاحبة ، واجتماعهما في الغار ، لا في نزول السكينة ، مع أنها مما تعم المؤمنين . لا يقال : يحتمل رجوع الضمير إلى أبي بكر ، لأنه كان محزونا محتاجا إلى السكينة .