نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 254
توضيح ذلك : أن المنظور من المشبه به بيان سبب الإنارة والإضاءة لمن استضاء به ، لاستنارة المشكاة بالمصباح ، سواء أريد من المشكاة الكوة أو القنديل ، أو العمود الذي فيه الفتيلة ، كما هو ظاهر . والحاصل أن المشكاة من توابع المضئ الذي يستضئ به الناس ، لا أن حيثيتها الاستضاءة بالمصباح ، فلا مجال لتشبيه الإيمان في قلب المؤمن ، أو طاعة الله في قلبه بمشكاة فيها مصباح ، لأن قلب المؤمن إنما يستنير بالإيمان والطاعة ، لا أنه يصير سببا لاستنارة غيره به . وأما ما عن أبي من أنه كان يقرأ مثل نور . من آمن به " [1] فلا ينافي ما بيناه ، لأن خليفة الله في خلقه نور الله باعتبار أنه منصوب من قبله ، هاديا للخلق ، ونور المؤمنين بواسطة أنهم يهتدون به ، فتصح إضافته إليه تعالى ، وإلى المؤمنين بالاعتبارين . وبما بيناه تبين أن تفسير " مثل نوره " بالقرآن في القلب [2] في غير محله أيضا ، مع أنه لا ينطبق عليه قوله تعالى : " يوقد من شجرة مباركة زيتونة " ، لأن الموقد من شجرة الخليل عليه السلام إنما هو نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ومولانا أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة المعصومين من ذريته سلام الله عليهم أجمعين ، لا القرآن بل لا يناسبه قوله تعالى : " يهدي الله لنوره من يشاء " لأن التعبير باللام إنما يلائم إذا كان الاهتداء إليه مقصودا ، كخليفة الله تعالى في عباده ، حيث اعتبر ولايته والاهتداء إلى معرفته في الإيمان . وأما القرآن فليس له هذا الشأن وإنما هو سبب للهداية فقط ، فالتعبير المناسب له : " يهدي الله بنوره من يشاء " .
[1] مجمع البيان 7 / 142 . [2] مجمع البيان 7 / 142 .
254
نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 254