نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 200
المضارع على الحال في مثل المقام ممنوعة . توضيح الكلام فيه : إن الفعل لا يتقوم باقترانه بإحدى الأزمنة وضعا ، كما اشتهر بين المتأخرين من أهل العربية ، وإنما يتقوم بالإنباء عن حركة المسمى ، كما أفاده مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، والفرق بين أنواعه إنما هو باختلاف أنحاء الإسناد ، فصيغة الماضي إنما وضعت لإفادة تحقيق المبدأ من الذات ، كما أن صيغة المضارع لإفادة اتصاف الذات بالمبدأ وصيغة الأمر لإفادة البعث على اتصاف الذات بالمبدأ ، كما يشهد به الاطراد في موارد الاستعمالات ، واستفادة الزمان الماضي من الفعل الماضي ، والحال والاستقبال من المضارع ، حيث استفيد منها ، إنما هي بالانصراف ، لا بالوضع ، كما أوضحنا الكلام فيه في محله ، ولا انصراف للمضارع في مثل المقام إلى الحال أو الاستقبال ، فإنه إذا استعمل في مقام المدح أو الذم أو الشكر ونحوه ، إنما يفيد الاستمرار في الاتصاف ، ألا ترى أن قوله عز من قائل : " الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون " [1] ليس ناظرا إلى أنه يستهزئ بهم في الحال أو الاستقبال ، ولم يستهزئ بهم في الماضي ، وإنما يفيد أنه تعالى يتصف بالاستهزاء بهم ، لأجل نفاقهم واستهزائهم برسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهكذا الحال في المقام ، فإنه تعالى شأنه في مقام تنزيه أهل بيت النبوة عن الرجس ، فقوله تعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت " ناظر إلى أنه عز وجل إنما يتصف بإرادة تنزيه أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الرجس ، ويستمر في هذا الاتصاف ، ولا نظر للكلام إلى أنه يتصف بها في الحال ، ولم يتصف بها قبل ، بل تبيين ضمير المخاطب بقوله تعالى :