نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 201
" أهل البيت " تنبيه على أنه تعالى شأنه إنما يريد إذهاب الرجس عنهم من جهة أنهم أهل بيت النبوة ، وهذه الخصوصية ثابتة لهم في الماضي والحال والاستقبال ، فلا مجال حينئذ للتفكيك بين الأزمنة ، وتعتق الإرادة بالتنزيه في الحال ، دون الماضي . ومما بيناه تبيين أن إذهاب الرجس والتطهير في المقام إنما هو على وجه الدفع ، لا الرفع ، فاندفع بحمد الله تعالى ما توهمه الخصم . هذا كله من حيث استفادتهم من الآية الكريمة بمقتضى القواعد اللفظية ، مع قطع النظر عن الروايات المفسرة والشاهدة لها ، وأما مع ملاحظتها فالأمر أوضح وأظهر ، فإن قوله عليه السلام في الرواية الأولى : فجعلني من خيرها بيتا واستشهاده صلى الله عليه وآله وسلم بقوله تعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت " يدل على أن أهل بيته كانوا من أفضل السابقين ، واصطفاهم الله تعالى ، واختارهم على بريته ، وطهرهم من الرجس ، وعصمهم من الزلل حين خلقهم ، كما تدل عليه الروايات المروية من الطريقين ، الدالة على أن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه : هي أسماء الخمسة الطيبة عليهم السلام ، [1] وأنه لولاهم ما خلق الله آدم ومن دونه ، [2] إذ لا يعقل ثبوت هذه المنزلة لهم مع عدم ثبوت العصمة لهم من أول الأمر ، ولا ينافي ذلك ما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " فإنه تنبيه منه صلى الله عليه وآله وسلم على أن الابقاء على الموهبة بعد الهبة نعمة أخرى يحتاج إلى الدعاء وطلبه منه تعالى شأنه . وإذا تبين لك عصمة أهل البيت عليهم السلام بنص الآية الكريمة والروايات