2 - تتم هذه العمليّة بالانتخاب والشورى . 3 - إنّها منقطعة ليست دائمة . 4 - لا يشترط فيها غير العدالة والعلم بمعناهما المألوف . ذلك كان التسلسل الذي وجّه العمليّة الفكريّة لبناء نظريّة الإمامة في التصوّر السنّي . النتائج الخطيرة : عند الانتقال إلى الجانب الآخر من المشهد ، نلمس أنّ المنهج الكلامي في المدرسة الشيعيّة ، لم يبادر في الأغلب إلى تحرير محلّ النزاع وتحديد الخلاف بين المدرستين ، بل دخل إلى تضاعيف البحث مباشرة ، فأشهر نظريّة النص بإزاء نظريّة الشورى ، وذهب إلى أنّ الإمامة متصلة ومستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، في مقابل أُولئك الذين أنكروا ديمومتها ، كما اشترط العصمة المطلقة على مستوى الاعتقاد والأخلاق والسلوك قبل البلوغ وبعده ، والعلم الكامل التام من غير كسب . لكن لمّا كانت انطلاقة الطرفين المتنازعين ، تبدو وكأنّها تبدأ من نقطة شروع واحدة ، فقد وجد بعضٌ أنّ هناك ضرباً من التهافت وعدم الانسجام بين المسؤوليّة الملقاة على عاتق الإمام ، وهي الزعامة والقيادة السياسيّة ، وبين الشروط والمواصفات التي ذُكرت له . فالشروط تبدو أضخم وأوسع بكثير من المهمّة التي ينهض بها الإمام . ربما هذه النقطة والمفارقة التي استتبعتها ، هي التي تفسّر لنا التداعيات التي راحت تتهاوى إليها بعض الكتابات المعاصرة حتّى داخل الصف الشيعي ذاته . فمن هؤلاء من تجاوز تخوم الشكّ إلى حد رفض نظريّة النص في الإمامة ، وما يستتبع ذلك من لوازم ، ومنهم من احتمل أنّ العصمة تكفي بحد معيّن لا تتجاوزه ، لعدم الحاجة إلى ما هو أزيد من ذلك . وفريق رفض العصمة بنحو كلّي ، محتجّاً أنّها