نجدهم قد صنّفوا وكتبوا كتباً خاصّة في التعامل مع السلطان [1] . بالإضافة إلى الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين فله كتاب باسم « السلطان » [2] . وهكذا المفيد والمرتضى والطوسي ، فهؤلاء كتبوا للعمل مع السلطان كتباً خاصّة . يقول أحمد عنايت : كان متكلّمو الشيعة وفقهاؤهم قد بذلوا ذكاءً ملحوظاً في أفضل جزء من تاريخ التشيّع في إيجاد طرق عمليّة للتوافق مع حكّام العصر ، وذلك حتّى يضمنوا بقاء أتباعهم وأمنهم [3] . ولهذا تقول دروينا كرافولكس المستشرقة الألمانيّة : إنّ الإماميّة الاثني عشريّة من بين الشيعة اتخذوا موقفاً معتدلاً تجاه الأكثريّة السنيّة الموجودة في السلطة من خلال الخلافة ، فقد وافقوا على التعايش والخضوع للخلافة السنيّة القائمة [4] . فانخراط فقهاء الشيعة كان الهدف منه ليس الغاء ( الإمامة ، النص ، العصمة ) كما تصوّر الكاتب ، بقدر ضرورة الانخراط لأغراض مختلفة ، ولهذا يقول فؤاد إبراهيم : وتظهر لنا التطوّرات اللاحقة أنّ انخراط قسم من علماء الشيعة في الدولة الصفويّة لم يتم بمعزل عن وعي الإمامة الإلهيّة . . . ولذلك لا تغدو مشاركة العلماء في الدولة الصفويّة في عهودها الأولى كونها استجابة لظروف خارجيّة موضوعيّة تقتضي تحصين سيرورة وصيرورة الجماعة الشيعيّة هنا ، والذي من شأنه تبرير التوسل بالدولة والتماهي فيها [5] . ولقد أخطأ أحمد الكاتب عندما جعل تدخل الفقيه الشيعي في بعض مناحي الحياة
[1] الذريعة إلى تصانيف الشيعة : ج 15 ، ص 345 . [2] الفهرست للطوسي : ص 237 ، رقم 710 . [3] الفكر الإسلامي المعاصر : ص 59 . [4] مجلّة الإجتهاد : عدد 3 ، ربيع 1989 ، ص 115 ، وهي مجلّة تعنى بقضايا الدين والمجتمع ، تصدر عن دار الإجتهاد بيروت . [5] الفقيه والدولة : ص 146 .