للولاة ، فقال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « التقيّة من ديني ودين آبائي ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له » [1] . وغير ذلك من الأحاديث التي نقلها الشيعة في كتب الحديث المعروفة عندهم تحت باب التقيّة . ونُسِب للإمام السجّاد قوله : إنّي لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحقّ ذو جهل فيفتتنا وقد تقدّم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصاه قبله الحسنا فربّ جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا ولاستحلّ رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا التقيّة في الفكر الإسلامي ونقصد بالفكر الإسلامي هو ما دار في أذهان الصحابة والتابعين من أقوال وآراء حول هذه المسألة ، فهذا ابن عبّاس يصرّح بأنّ التقيّة باللسان من حمل على أمر يتكلّم به وهو معصية لله ، فيتكلّم به مخافة الناس وقلبه مطمئن بالإيمان ، فإنّ ذلك لا يضرّه ، إنّما التقيّة باللسان . ثمّ قال ابن عبّاس : ( التكلّم باللسان والقلب مطمئن بالإيمان ) [2] . ويقول عبد الله بن مسعود : ( ما من ذي سلطان يريد أن يكلّفني كلاماً يدرأ عنّي سوطاً أو سوطين إلاّ كنت متكلّماً به ) ، وأيّد ابن حزم كلام عبد الله بن مسعود هذا بقوله : ( لا يعرف له من الصحابة مخالف ) [3] . ويقول حذيفة بن اليمان رادّاً على من قال له : إنّك منافق ! فقال : ( لا ، ولكنّي أشتري ديني بعضه ببعض ؛ مخافة أن يذهب كلّه ) [4] .
[1] الكافي : ج 2 ، ص 228 ، باب التقيّة ، ح 12 . [2] الجامع لأحكام القرآن : ج 4 ، ص 57 ، في تفسير الآية 28 من سورة آل عمران . [3] المحلّى : ج 8 ، ص 336 ، مسألة 1409 . [4] المبسوط للسرخسي : 24 / 46 .