ومنها عن الصادق ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « لمّا أُسري بي إلى السماء ، أوحى إليَّ ربّي جلّ جلاله ، فقال : يا محمّد اطلعتُ على الأرض اطلاعة ، فاخترتك منها ، فجعلتك نبيّاً ، وشققت لك من اسمي اسماً ، فأنا المحمود ، وأنت محمّد ، ثمّ اطّلعتُ الثانية ، فاخترتُ منها عليّاً ، وجعلته وصيّك وخليفتك ، وزوج ابنتك ، وأبا ذريّتك ، وشققت له اسماً من أسمائي ، فأنا العلي الأعلى وهو علي ، وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ، ثمّ عرضتُ ولايتهم على الملائكة ، فمن قبلها كان عندي من المقرّبين . . . إلى أن تقول الرواية : يا محمّد تحب أن تراهم ؟ قلت : نعم يا ربّ ، فقال عزّ وجلّ : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي ، وإذ أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمّد بن علي ، وجعفر بن محمّد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمّد بن علي ، وعلي بن محمّد ، والحسن بن علي ، ومحمّد بن الحسن القائم في وسطهم كأنّه كوكب دريّ . . . إلخ » [1] . وروايات المعراج التي تحدّثت عن هذه الحقيقة كثيرة جدّاً . وقد أحصى الصافي الگلپايگاني في كتابه ( منتخب الأثر ) أكثر من خمسين رواية في هذا المجال ، وقال بعد ذلك : ( النصوص الواردة في ساداتنا الأئمّة الاثني عشر ، بلغت في الكثرة حدّاً ، لا يسعه مثل هذا الكتاب ، وكتب أصحابنا في الإمامة وغيرها مشحونة بها ، واستقصاؤها صعب جدّاً ) [2] . الطريق الثاني : وهو طريق نقلي أيضاً ، ولكنّه طولي ، ونعني به : أنّ النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعيّن بعضاً من هؤلاء الأئمّة من بعده ، ثمّ يقوم كلّ واحد من هؤلاء بتعيين الخليفة الذي يأتي بعده وهكذا ، ومنها : أ - الروايات الكثيرة التي نصّت على عصمة الإمام علي ( عليه السلام ) وهي متواترة بين الفريقين ، مثل قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « علي مع الحق والحق مع علي ، يدور معه حيثما دار » [3] ، وقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعمّار : « يا عمّار إن رأيت عليّاً قد سلك وادياً ، وسلك الناس وادياً آخر ،
[1] إكمال الدين : ج 1 ، ص 252 ، باب 23 ، ح 2 . [2] منتخب الأثر : ص 145 . [3] شرح نهج البلاغة : ج 18 ، ص 72 ، باب 77 .