فاسلك مع علي ودع الناس ، إنّه لن يدلك على ردى ، ولن يخرجك من هدى » [1] . من هنا قال أبو القاسم البجلي وتلامذته من المعتزلة : ( لو نازع علي عقيب وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وسلّ سيفه لحكمنا بهلاك كل من خالفه وتقدّم عليه ، كما حكمنا بهلاك من نازعه حين أظهر نفسه ، ولكنّه مالك الأمر وصاحب الخلافة ، إذا طلبها وجب علينا القول بتفسيق من ينازعه فيها ، وإذا أمسك عنها وجب علينا القول بعدالة من أغضى له عليها ، وحكمه في ذلك حكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لأنّه قد ثبت عنه في الأخبار الصحيحة أنّه قال : « علي مع الحق والحق مع علي ، يدور معه حيثما دار » ، وقال له غير مرّة : « حربك حربي وسلمك سلمي » ) [2] . لذا قال ( عليه السلام ) عن نفسه في مواضع متعدّدة من النهج : « اخواننا وأهل دعوتنا ، استقالونا واستراحوا إلى كتاب الله . . . وأنّ الكتاب لمعي ، ما فارقته مذ صحبته » [3] . ونعلم جميعاً أنّه صحب الكتاب وهو دون العاشرة . وقال أيضاً : « أيّها الناس ، إنّي قد بثثت لكم المواعظ التي وعظ الأنبياء بها أُممهم ، وأدّيت إليكم ما أدّت الأوصياء إلى من بعدهم ، وأدّبتكم بسوطي ، فلم تستقيموا ، وحدوتكم بالزواجر فلم تستوسقوا ، لله أنتم ، أتتوقعون إماماً غيري يطأ بكم الطريق ، ويرشدكم السبيل » [4] . وقال أيضاً : « والله ما كتمت وشمة ، ولا كذّبت كذبة » [5] . وقال أيضاً : « فاتقِ الله واردد إلى هؤلاء القوم أموالهم ، فإنّك إن لم تفعل ثمّ أمكنني الله منكم لأعذرنّ إلى الله فيك ، ولأضربنّك بسيفي الذي ما ضربت به أحداً إلاّ دخل
[1] كنز العمّال : ج 11 ، ص 613 - 614 ، ح 32972 . [2] شرح نهج البلاغة : ج 2 ، ص 297 ، باب 37 . [3] نهج البلاغة : خطبة رقم 122 . [4] نهج البلاغة : خطبة رقم 182 . [5] نهج البلاغة : خطبة رقم 16 .