موضوعها ، ومن هنا لا يمكن التمسّك بهذا الحديث وما يشابهه لتعيين مصاديق أحاديث الخلفاء اثني عشر . لذا أشكل أبو زهرة في هذا الحديث بقوله : ( وبعد التسليم بصحّة اللفظ نقول : بأنّه لا يقطع ، بل لا يعيّن من ذكروهم من الأئمّة الستّة المتفق عليهم عند الإمامة الفاطميين ، وهو لا يعيّن أولاد الحسين دون أولاد الحسن ، كما لا يعيّن واحداً من هؤلاء بهذا الترتيب ) [1] . ولكن هناك طرق عديدة من خلالها يمكن تعيين مصاديق العترة وأهل البيت نعرضها بإيجاز : الطريق الأوّل : وهو الطريق المباشر لتعيينهم من خلال الروايات المنقولة عن النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والتي تنص عليهم بأسمائهم . منها : ما ذكره في ( ينابيع المودّة ) عن كتاب ( فرائد السمطين ) بسنده عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، قال : قدِم يهودي يقال له نعثل ، فقال : يا محمّد أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين ، فإن أجبتني عنها أسلمت على يديك . قال : سل يا أبا عمارة . فقال : يا محمّد ، صف لي ربّك . فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه ، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز العقول أن تدركه ، والأوهام أن تناله ، والخطرات أن تجده ، والأبصار أن تحيط به ، جلّ وعلا عمّا يصفه الواصفون . . . » - إلى أن قال السائل - : صدقت . فأخبرني عن وصيّك من هو ؟ فما من نبي إلاّ وله وصي ، وإنّ نبيّنا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّ وصيّ علي بن أبي طالب ، وبعده سبطاي الحسن والحسين ، تتلوه تسعة أئمّة من صلب الحسين » ، قال : يا محمّد ، فسمّهم لي ، قال : « إذا مضى الحسين فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمّد ، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر ، فإذا مضى جعفر فابنه موسى ، فإذا مضى موسى فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمّد ، فإذا مضى محمّد فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه الحسن ، فإذا مضى الحسن فابنه الحجّة محمّد المهدي » [2] .
[1] الإمام الصادق : ص 199 . [2] منتخب الأثر : ص 97 ، الباب الثامن ، فيما يدل على الأئمّة الاثني عشر بأسمائهم .