الأمر على ما ذكرناه من تخصيص الله تعالى حججه على ما شرحناه ، بطل ما تعلّق به هؤلاء القوم ) [1] . وقال أيضاً : ( أجمع أهل التفسير إلاّ من شذّ منهم في قوله : ( وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبِل فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبِر فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) ، أنّه كان طفلاً صغيراً في المهد أنطقه الله تعالى حتّى برّأ يوسف ( عليه السلام ) من الفحشاء وأزال عنه التهمة ) [2] . إذن ، مسألة تصدّي من هو دون سن البلوغ أمرٌ واقعٌ ولا مانع منه لحجج الله تعالى أبداً . وبعد الفراغ من جواب القرآن على ذلك ، نأتي إلى قرناء القرآن ، الذين لم يفارقوا القرآن ، ولن يفارقهم حتّى يردوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الحوض بنصّ الصادق الأمين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، يقول صفوان بن يحيى : عندما أشار الإمام الرضا ( عليه السلام ) إلى الجواد ( عليه السلام ) ونصّبه ودلّ عليه ، وهو ابن ثلاث سنين ، قلت للإمام : جعلت فداك ، هذا ابن ثلاث سنين ، فقال : « وما يضرّه من ذلك ، فقد قام عيسى بالحجّة وهو ابن ثلاث سنين » [3] . وقد قيل للجواد : إنّ الناس ينكرون عليك حداثة سنّك ، فقال : « وما ينكرون من ذلك وقد قال الله تعالى لنبيّه : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي ) ، فوالله ما اتبعه حينئذ إلاّ علي وله تسع سنين ، وأنا ابن تسع سنين » [4] . فقد اتفق القرآن وقرناؤه على ردّ تلك الشبهات ، فكلّ ذلك أهمله الكاتب ولم يُشِر إليه ، ولم يناقشه بكلمة واحدة . ثمّ رد الشيخ المفيد الشبهة التي طُعِّمت بالآية : ( وَاْبَتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ