( قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً ) [1] . قال الرازي في الحكم الذي أُعطي ليحيى : إنّه النبوّة [2] . وذلك لأنّ الله تعالى قد أحكم عقله في صباه ، وأوصى إليه ، ذلك لأنّ الله تعالى بعث يحيى وعيسى ( عليهما السلام ) وهما صبيّان . إذن ، مسألة تقليد منصب النبوّة والقيادة والحكم لمن هو صبي لا ضير فيه بنص القرآن . ولمّا كانت الإمامة الإلهيّة تجري مجرى النبوّة ، وأنّ أمر الإمامة ليس بيد أحد ، بل بيد الله تعالى يضعه حيث يشاء ، كما يقول أبو بصير : كنت عند الصادق ( عليه السلام ) ، فذكروا الأوصياء وذكرت إسماعيل ، فقال : « لا والله يا أبا محمّد ، ما ذاك إلينا ، وما هو إلاّ إلى الله عزّ وجلّ ينزل واحداً بعد واحد » [3] . ويقول الإمام الصادق ( عليه السلام ) لأحد أصحابه : « أترون الموصي منا يوصي إلى من يريد ؟ لا والله ، ولكن عهدٌ من الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لرجل فرجل حتّى ينتهي الأمر إلى صاحبه » [4] . إذن ، وبعد ما تقدّم ، فلا ضير أن يكون الجواد أو غيره من الأئمّة ( عليهم السلام ) بأعمار معيّنة ويستلمون الحكم والقيادة للشيعة . يقول الشيخ المفيد : ( إنّ كمال العقل لا يستنكر لحجج الله تعالى مع صغر السن ، قال الله سبحانه : ( قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً ) ، فخبر عن المسيح ( عليه السلام ) بالكلام في المهد ، وقال في قصّة يحيى ( عليه السلام ) : ( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً ) ، وقد أجمع جمهور الشيعة مع سائر من خالفهم على أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دعا عليّاً ( عليه السلام ) وهو صغير السن ، ولم يدعِ الصبيان غيره ، وباهل بالحسن والحسين ( عليهما السلام ) وهما طفلان ، ولم يُرَ مباهل قبله ولا بعده باهل بالأطفال ، وإذا كان