حتّى يستبين لكم » [1] . فحذف الكاتب كلمة من هذه الرواية ، وهي أنّ الإمام لم يقل : ( تمسّكوا بالأوّل ) ، بل قال : « تمسّكوا بالأمر الأوّل » ، أي تمسّكوا بما جاءكم من أهل البيت حول هذا الموضوع - موضوع الإمامة - وأنّ هناك اثني عشر إماماً ، الثاني عشر هو الذي لا تعرفونه ، أي لا تتصلون به مباشرة ، فأراد الكاتب من حذفه كلمة « الأمر » أن يشوّش ذهن القارئ بأنّ الإمام يوصي بالتمسّك بالإمام الأوّل عند الجهل بالإمام اللاحق - الثاني - ولكن عندما أُضيفت كلمة « الأمر » ، صار واضحاً بأنّ الإمام يأمرهم بالتمسّك باثني عشر إماماً وإن غاب الثاني عشر [2] . أضف إلى ذلك ، أنّ الرواية ناظرة إلى زمن الغيبة ، ولا علاقة لها بجهل الشيعة بالإمام اللاحق بعد فقد السابق ، فالرواية ناظرة إلى غيبة الثاني عشر المشخّص عند الشيعة نسبه ، فلا يجهلونه ، ولكن لا يرونه حتّى يأخذون معالم دينهم كما تعوّدوه من الأئمّة السابقين ، فأمرهم الصادق ( عليه السلام ) أن يتمسّكوا بأُمور دينهم التي حصلوا عليها من الأئمّة السابقين ، والتي في طليعتها إمامة الثاني عشر حتّى يظهره الله تعالى . وراح الكاتب يسوق أحاديث وروايات لا علاقة لها بجهل الشيعة للإمام مطلقاً ، بل هي روايات خاصّة بالغيبة ، ووضعها العلماء في أبواب الغيبة ، فلعلّ الكاتب غفل عن ذلك . ضرورة وجود العالم الربّاني المفسّر للقرآن استغرب أحمد الكاتب تحت هذا العنوان قول الشيعة بأنّ عليّاً قيّم القرآن ، كما جاء في رواية الكافي ، وشهد بذلك منصور بن حازم ، فقال : ( فأشهد أنّ عليّاً كان قيّم القرآن ) [3] ، فاستغرب الكاتب ذلك ، ورفض هذا المنصب لعلي ( عليه السلام ) بين طيّات بحثه ، فلنترك استدلالات الشيعة وأحاديثهم في هذا الخصوص ، ولنأتِ إلى العامّة لنرى هل
[1] أحمد الكاتب ، تطوّر الفكر السياسي : ص 74 . [2] كمال الدين : ص 327 ، ح 39 ، باب 33 . [3] الكافي : ج 1 ، ص 245 ، باب 8 .