ومسيطر عليهم ، وهذا يكاد يكون تصريحاً بمذهب الإماميّة ، إلاّ أنّ أصحابنا يحملونه على أنّ المراد به الأبدال » [1] . وقال ابن حجر : « وفي صلاة عيسى ( عليه السلام ) خلف رجل من هذه الأُمّة ، مع كونه في آخر الزمان ، وقرب قيام الساعة ، دلالة للصحيح من الأقوال ، إنّ الأرض لا تخلو من قائم لله بحجّة » [2] . أمّا في المجاميع الحديثيّة الشيعيّة ، فقد وردت المئات من الروايات التي تؤكّد هذه الحقيقة ، وهي أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله تعالى ، وأنّها لو خلت لساخت بأهلها . ويمكن مراجعة جملة منها في بحار الأنوار ، بحيث وصلت إلى حدود ( 120 رواية ) بهذا المضمون أو ما يقرب منه . ومن أمثلة ذلك : 1 - عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « ولولا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها ، ثمّ قال : ولم تخلو الأرض منذ خلق الله آدم من حجّة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة لله فيها » . 2 - قال الصادق ( عليه السلام ) : « لو لم يبقَ في الأرض إلاّ رجلان لكان أحدهما الحجّة » [3] . الطائفة الثالثة : روايات « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة » ، أو ما يقرب من مضمونه ، مثل : « من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهليّة » أو « من مات وليس عليه إمام ، فإنّ موتته موتة جاهليّة » أو « من مات بغير إمام مات ميتة جاهليّة » . وتناقلت كتب الحديث السنيّة فضلاً عن الموسوعات الحديثيّة الشيعيّة ، هذا الحديث بألفاظ مختلفة ، فقد نقله البخاري ، ومسلم ، وابن حنبل ، وابن حبّان ، والطبراني ، والحاكم النيسابوري ، وأبو نعيم الإصفهاني ، وابن الأثير الجزري ،
[1] شرح نهج البلاغة : ج 18 ، ص 351 . [2] فتح الباري في شرح صحيح البخاري : ج 6 ، ص 385 . [3] بحار الأنوار : ج 23 ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح 10 و 24 .