المسلمين » [1] . ولسان الحديث ، كما في رواية زيد بن أرقم : « إنّي تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفونني فيهما » [2] . ومقتضى عدم افتراق العترة عن القرآن الكريم ، هو بقاء العترة إلى جنب القرآن إلى يوم القيامة ، وعدم خلوّ زمان من الأزمنة منهم ، لأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض . يقول ابن حجر : « وفي أحاديث الحث على التمسّك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهّل منهم ، للتمسك به إلى يوم القيامة ، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك ، ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض » [3] . الطائفة الثانية : روايات « لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة » : ورد مضمون هذا الحديث بعبارات مختلفة في كلمات الأعلام من الفريقين منهم الإسكافي المعتزلي في المعيار والموازنة ، وابن قتيبة في عيون الأخبار ، واليعقوبي في تاريخه ، وابن عبد ربّه في العقد الفريد ، وأبو طالب المكّي في قوت القلوب ، والبيهقي في المحاسن والمساوئ ، والخطيب البغدادي في تأريخه وغيرهم [4] . يقول ابن أبي الحديد : « كي لا يخلو الزمان ممن هو مهيمن لله تعالى على عباده ،
[1] نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار ، لحجّة التاريخ والبحث والتحقيق الإمام السيّد حامد حسين الكهنوي ، بقلم علي الحسيني الميلاني : ج 1 ، ص 185 - 186 ، الطبعة الأُولى . [2] سنن الترمذي : ج 5 ، ص 664 ، ح 3786 . [3] الصواعق المحرقة : ص 149 . [4] المعيار والموازنة : ص 81 ؛ عيون الأخبار : ص 7 ؛ تاريخ اليعقوبي : ج 2 ، ص 400 ؛ العقد الفريد : ج 1 ، ص 265 ؛ قوت القلوب في معاملة المحبوب : ج 1 ، ص 227 ؛ المحاسن والمساوئ : ص 400 ؛ تاريخ بغداد : ج 6 ، ص 479 ؛ المناقب للخوارزمي : ص 13 ؛ مفاتيح الغيب للرازي : ج 2 ، ص 192 ؛ فتح الباري في شرح صحيح البخاري : ج 6 ، ص 270 ، ح 3 ، و ج 1 ، ص 274 ، ح 3 .