منقطعة ، نقف عند بعضها : الطائفة الأُولى : روايات حديث الثقلين : « هذا الحديث يكاد يكون متواتراً ، بل هو متواتر فعلاً ، إذا لوحظ مجموع رواته من الشيعة والسنة في مختلف الطبقات ، واختلاف بعض الرواة في زيادة النقل ونقيصته ، تقتضيه طبيعة تعدّد الواقعة التي صدر فيها ، ونقل بعضهم له بالمعنى ، وموضع الالتقاء بين الرواة متواتر قطعاً . وحسب الحديث لئن يكون موضع اعتماد الباحثين ، أن يكون من رواته ، كل من صحيح مسلم ، وسنن الدارمي ، وخصائص النسائي ، وسنن أبي داود ، وابن ماجة ، ومسند أحمد ، ومستدرك الحاكم ، وذخائر الطبري ، وحلية الأولياء ، وكنز العمّال ، وغيرهم ، وأن تعنى بروايته كتب المفسرين أمثال الرازي ، والثعلبي ، والنيسابوري ، والخازن ، وابن كثير ، وغيرهم . بالإضافة إلى الكثير من كتب التاريخ ، واللغة ، والسير ، والتراجم . وما أظن أنّ حديثاً يملك من الشهرة ما يملكه هذا الحديث ، وقد أوصله ابن حجر في الصواعق المحرقة إلى نيّف وعشرين صحابيّاً . يقول في كتابه : ( ثم اعلم أنّ لحديث التمسك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيّف وعشرين صحابيّاً ) [1] ، وفي غاية المرام وصلت أحاديثه من طرق السنّة إلى ( 39 حديثاً ) ، ومن طرق الشيعة إلى ( 82 حديثاً ) » [2] . بل في نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار للإمام السيد حامد حسيني الكهنوي ، ذكر أنّ هذا الحديث : « رواه عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أكثر من ثلاثين صحابيّاً ، وما لا يقل عن ثلاثمائة عالم من كبار علماء أهل السنّة ، في مختلف العلوم والفنون ، في جميع الأعصار والقرون ، بألفاظ مختلفة وأسانيد متعدّدة ، وفيهم أرباب الصحاح والمسانيد وأئمّة الحديث والتفسير والتاريخ ، فهو حديث صحيح متواتر بين
[1] الصواعق المحرقة : ص 148 . [2] الأُصول العامّة للفقه المقارن : ص 164 ، دار الأندلس .