الأئمّة ( عليهم السلام ) لسلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وترك في نفس تلك الكتب الأبواب التي تتحدّث عن النصّ والوصيّة ، ومن أراد الإطّلاع على ذلك فبمجرّد مطالعة الفهارس لكتب أُولئك الأعلام يتضّح له ما نقول . وبعد أن يئِس الكاتب من كلّ ما تقدّم ، عاد وكما عوّدنا إلى التزوير وتقطيع الروايات ، عاد إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) نفسه ، وقال : ( لم يكن الإمام الصادق يطرح نفسه كإمام مفترض الطاعة من الله ، وإنّما كزعيم من زعماء أهل البيت ، ولذلك فقد استنكر قول بعض الشيعة في الكوفة : إنّه إمام مفترض الطاعة من الله . وهذا ما تقوله نفس الرواية السابقة الواردة على لسان سعيد السمّان وسليمان بن خالد : أنّ الإمام الصادق كان جالساً في سقيفة له إذ استأذن عليه أُناس من أهل الكوفة ، فأذِن لهم ، فدخلوا عليه فقالوا : يا أبا عبد الله ، إنّ أُناساً يأتوننا يزعمون أنّ فيكم أهل البيت إماماً مفترض الطاعة ؟ . . . فقال : « لا ، ما أعرف ذلك في أهل بيتي » ، قالوا : يا أبا عبد الله ، إنّهم أصحاب تشمير وأصحاب خلوة وأصحاب ورع ، وهم يزعمون أنّك أنت هو ؟ . . . فقال : « هم أعلم ، وما قالوا ، ما أمرتهم بهذا » [1] . واكتفى الكاتب بهذه الكلمات ولم يكمل الرواية التي تقول : فخرجوا ، فقال لي : « يا سليمان - الإمام قال لأحد أصحابه - من هؤلاء » ؟ قلت : الناس من العجليّة - وهم الضعفاء من الزيديّة ، فسمّوا العجليّة لأنّهم أصحاب هارون ابن سعيد العجلي - قال الإمام : « عليهم لعنة الله . . . » [2] . فلنسأل أحمد الكاتب : لماذا قال : « عليهم لعنة الله » ؟ فتفسير هذه الكلمة يوضّح معنى قول الإمام ( عليه السلام ) : « ما أعرف ذلك في أهل بيتي » ، هذا أوّلاً . وثانياً : إنّ الإمام الصادق ( عليه السلام ) لا تأخذه في الله لومة لائم ، فعندما يجد شخصاً أدخل في الدين ما ليس فيه يلعنه على رؤوس الأشهاد ، وهذا ما حصل مع المغيرة بن سعيد ، حيث قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) بحقّه : « لعن الله المغيرة بن سعيد » [3] ، وكذلك قال
[1] أحمد الكاتب ، تطوّر الفكر السياسي : ص 41 . [2] بصائر الدرجات : ص 176 . [3] معجم رجال الحديث : ج 18 ، ص 275 ، رقم 12558 .