على الكبر إسماعيل وإسحق ) [1] ، وحكى سبحانه عن زوجة إبراهيم : ( قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إنّ هذا لشيء عجيب ) [2] . ولا يصح هذا الطلب إلاّ لمن كان عنده ذريّة ، أمّا من كان آيساً من الولد ويجيب مبشّريه بقوله : ( أبشرتموني على أن مسّني الكبر فبمَ تبشّرون ) [3] ، فلا يصح منه والحالة هذه أن يطلب أي شيء لذريّته » [4] . ولو كان ذلك في أوائل حياته وقبل أن يرزق الذريّة ، لكان من الواجب أن يقول : « ومن ذريّتي إن رزقتني ذريّة » ، وإلاّ لزم منه أن يخاطب الخليل ( عليه السلام ) ربّه الجليل بما لا علم له به ، وهذا ما يتنزّه عنه مقام إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) . 2 - « إنّ قوله تعالى : ( وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمهّن قال إنّي جاعلك للناس إماماً ) [5] يدل على أنّ هذه الإمامة الموهوبة إنّما كانت بعد ابتلائه بما ابتلاه الله به من الإمتحانات ، وليست هذه إلاّ أنواع البلاء التي أُبتلي ( عليه السلام ) بها في حياته ، وقد نصّ القرآن على أنّ من أوضحها قضيّة ذبح إسماعيل ( عليه السلام ) ، قال تعالى : ( قال يا بني إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك ) إلى أن قال : ( إنّ هذا لهو البلاء المبين ) [6] » [7] . وهذا ما أكدته جملة من الروايات الصحيحة الواردة في المقام . عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في حديث مطوّل يقول فيه : « وقد كان إبراهيم ( عليه السلام ) نبيّاً وليس بإمام حتّى قال الله ( إنّي جاعلك للناس إماماً ) » [8] .
[1] إبراهيم : 39 . [2] هود : 72 . [3] الحجر : 54 . [4] العصمة : ص 32 . [5] البقرة : 124 . [6] الصافات : 106 . [7] الميزان في تفسير القرآن : ج 1 ، ص 268 . [8] الأُصول من الكافي : ج 1 ، ص 174 .