الأخوين بعد الحسن والحسين » والتي تعبّر عن الوراثة العموديّة ، فنسب إلى أهل قم كلا اللفظين ذات المعنى الواحد من دون أن يلتفت إلى أنّ معنى كلا اللفظين واحد ، وقال متحدّثاً عن الشيعة : ( المشكلة الرئيسيّة في جعفر لدى البعض منهم هي مسألة الجمع بين الأخوين في الإمامة ) [1] . وكثير مثل هذه العبارات العشوائيّة اتسم به كتاب هذا الرجل . أحمد الكاتب يفسّر الحديث برأيه تحدّث الكاتب عن كثير من الأحاديث التي نقلها الفريقين ، برأيه من دون أي وثيقة تؤيّده ، ففسر كلمة الحجّة في الأحاديث بأنّها الحكومة ، ولم يعطِ للإمام أي صلاحيّة أُخرى سوى الحكومة ، فأوجد تناقضاً لم يكن موجوداً بين الغيبة وبين الأحاديث التي تنصّ على ضرورة وجود حجّة لله على الأرض ، فقال : ( ما فائدة هذه الأحاديث إذا كان الإمام غائباً ولم ينظم المسلمين ويقودهم لتطبيق أحكام الإسلام ويؤسس الحكومة الإسلاميّة ) [2] . وهذا التساؤل مبني على عدم فهم وظيفة الإمام أو الحجّة بالأمّة ، وإشكال الكاتب هذا لا ربط له بالغائب المنتظر ، لأنّ كلّ أئمتنا - ما عدا علي والحسن ( عليهما السلام ) اللذين حكما لبعض الوقت - لم يحكموا ولم يستلموا القيادة السياسيّة في المجتمع ، ولكن ظلّوا يدافعون عن الشريعة وحفظوها من التحريف والتلاعب ، ابتداءً من زمن الخلفاء الراشدين وإلى يوم الغيبة التي أرسوا فيها قواعد الفقه الإسلامي وحدّدوا مسارات الشريعة ، ووضعوا الخطوط الحمراء لكلّ من أراد البحث والتقصّي حول أحكامها . إذن ، كلام الكاتب كان مبنياً على عدم الفهم - الذي أوقعه في اشتباهات كثيرة - لألفاظ الأحاديث ، ومن هذه الأحاديث :
[1] أحمد الكاتب ، تطوّر الفكر السياسي : ص 193 . [2] أحمد الكاتب ، تطوّر الفكر السياسي : ص