من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يعلموه ، وكانوا إذا قدموا من السفر بدأوا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقالوا له ذلك ، فنهرهم وقال غاضباً : « ما تريدون من علي ، ما تريدون من علي ، علي منّي وأنا من علي ، وعلي ولي كلّ مؤمن بعدي » [1] . أضف إلى ذلك قول الباقر ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأمْرِ مَنْكُمْ ) [2] قال : « هي في علي وفي الأئمّة ، جعلهم الله مواضع الأنبياء » [3] . ويقول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « إنّ هذه الآية نزلت فيمن قرنهم الله بنفسه ونبيّه ، وهم أُولئك الذين قال عنهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا بعدي إن تمسّكتم بهما ، كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي » [4] . كلّ ذلك نبذه الكاتب وراء ظهره ليشتري به ثمناً قليلاً ، فبئس ما يشترون . ادعاءات إعلاميّة فارغة امتلأ كتاب أحمد الكاتب بالادعاءات الإعلاميّة الفارغة التي في كثير منها لا يسوق لها أي شاهد ، وفي بعضها الآخر يحرّف المراد الواقعي لها من قبل فقهاء الإماميّة ومتكلّميهم ، وأنكر في بعض آخر حقائق اتفق عليها الفكر الإسلامي ، أعم من كونه سنّياً أو شيعياً ، فلقد أنكر العدد المحدّد للأئمّة أو الخلفاء من بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [5] . في الوقت الذي نجد فيه أنّ العدد الاثني عشر ( خليفة ، إمام ، أمير ) ورد في روايات كتب الفريقين ، كما سيتضح فيما بعد . ثمّ شنَّع على الشيعة فهمه الخاطئ لألفاظ أحاديث تقول : إنّ الإمامة مستمرّة في
[1] مصنّف بن أبي سنيّة : ج 7 ، ص 504 ، ح 58 ؛ مسند أحمد : ج 4 ، ح 19426 ؛ سنن الترمذي ج 5 ، رقم 3712 ؛ الإحسان بترتيب صحيح ابن حيّان : ج 6 ، ص 269 ، رقم 6938 . [2] النساء : الآية 59 . [3] الميزان : ج 4 ، ص 421 . [4] الميزان : ج 4 ، ص 421 . [5] أحمد الكاتب ، تطوّر الفكر السياسي : ص 109 .