فداؤه ذلك [1] . روى الماوردي عن عكرمة أنه قال : بلغ فداء أهل بدر أربعة آلاف ، حتى إن الرجل ليفادى على أنه يعلم الخط . قال الماوردي : لما هو مستقر في نفوسهم من عظم خطره ، وجلالة قدره ، وظهور نفعه وأثره [2] . 2 - وأمر صلى الله عليه وآله وسلم بعض صحابته بتعليم الخط في المدينة ، ومنهم : عبد الله بن سعيد بن العاص ، وكان كاتبا محسنا [3] . 3 - وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعض الصحابة بكتابة الأحاديث الشريفة المسموعة منه ، أو سائر أخبار المسلمين وحوادث عصر النبوة ، وخاصة الأحكام الشرعية والأقضية الصادرة منه صلى الله عليه وآله وسلم . 4 - وكذلك أملى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على بعض أصحابه ما كتبوه ، من أحاديثه وأقواله . ويمكن أن يعتبر هذا النواة الأولى لكتابة الحديث . ودلالة هذه السنة على جواز التدوين ، وإباحته منذ البداية ، أقوى من غيرها :
[1] طبقات ابن سعد ( 2 / 22 ) وفي طبعة ليدن ( 2 ق 1 ص 14 ) وسنذكره فيما يلي من هذه الدراسة . [2] أدب الدنيا والدين ( ص 68 ) . [3] الإستيعاب ، بهامش الإصابة ( ج 2 ص 374 ) .