وقال الدكتور رفعت : الحقيقة أن الكتاب لعب دورا هاما في توثيق الأحاديث ، وإعانة العلماء على حفظ مروياتهم من غفلة ذاكرتهم ، وعلى حفظ مروياتهم أيضا من أن تتهم عندما يخالفهم فيها غيرهم [1] . بعض المقارنات بين الحفظ والكتابة : 1 - الكتاب لا يعارض الحفظ ، بل يساويه في المحافظة على النص : جعل الشافعي الكتابة مع السماع في مرتبة واحدة ، فقال - في صفة الراوي - : حافظا إن حدث من حفظه ، حافظا [2] لكتابه إن حدث من كتابه ، إذا شرك أهل الحفظ في الحديث وافق حديثهم [3] . وقال الدكتور رفعت : يكون الضبط بأحد طريقين ، أو هما معا الاستعانة بالذاكرة إن كان قد رزق ذاكرة حافظة تعي ما تأخذ وتحفظه . والاستعانة بالكتاب الذي يودعه مروياته ، ويصونه ، فيعتمد عليه كلية ، أو عونا له على حفظه بذاكرته [4] . وقال : وأعلى درجات الضبط : حفظ الذاكرة مع الكتاب ، أي اتخاذ الطريقين معا .
[1] توثيق السنة ( ص 164 ) . [2] أتصور أن هذه الكلمة مصحفة عن ( ضابطا ) ليناسب التحديث من الكتاب ، ولتتم المقابلة بينه وبين التحديث من حفظه ، فلاحظ . [3] الرسالة للشافعي ( ص 371 ) . [4] توثيق السنة ( ص 161 ) .