وقال ابن الجوزي - بعد أن عد دفن الكتب وإبادتها من تلبيس إبليس - ما نصه : إعلم أن القلوب لا تبقى على صفائها ، بل تصدأ ، فتحتاج إلى جلاء ، وجلاؤها النظر في كتب العلم [1] . وقد أصبحت الكتابة أمرا تساوي التحديث في الأهمية والاعتبار حتى صح القول بأن القلم أحد اللسانين [2] . وأثر عن السلف قولهم : ما كتب قر ، وما حفظ فر . وقال الدكتور يوسف العش : العلم يأبى الخيانة ، ويبتغي الإخلاص ، ولا نصير له إلا التقييد ، ولا حافظ من ضياعه إلا التدوين [3] . وللدكتور فؤاد سزكين رأي يقول : إن طرق تحمل الحديث تعتمد أساسا على النصوص المكتوبة ، فيقول : في كل الحالات . . . نرى أنه ليس للحفظ دور إلا في الحالتين الأولتين - وهما السماع والقراءة - والواقع أن النصوص المدونة كانت ضرورية في هاتين الحالتين - أيضا - ويعتقد : وأنه لم ينظر في النقل - منذ البداية - إلا إلى النصوص المدونة ، وأن الأسانيد تتضمن أسماء المؤلفين [4] . .
[1] نقد العلم والعلماء ( ص 317 ) . [2] نقل هذا من قول أبي دلف العجلي في أدب الكتاب للصولي ( ص 74 ) وانظر أدب الإملاء للسمعاني ( ص 159 ) ومغني اللبيب لابن هشام ( ص 587 ) والتمثيل والمحاضرة ( ص 155 ) [3] تقييد العلم ، التصدير ( ص 8 ) . [4] تاريخ التراث العربي ( 1 مجلد / 1 / 231 ) وانظر ( ص 242 ) ولاحظ توثيق السنة ( ص 164 ) وكتابنا ، الطرق الثمان لتحمل الحديث وأدائه . وقد تعرضنا للبحث المذكور في كتابنا ( إجازة الحديث ) فراجع .