ولا ريب أن المحافظة على أحكام الدين وتفاصيل الشريعة من أهم الواجبات على المسلمين ، وإذا توقف أداؤها على شئ وجب ذلك توصلا إلى الواجب ، كما تقرر في أصول الفقه . 2 - أن الأوامر الشرعية بوجوب الالتزام بالسنة ، ووجوب اتباعها ، بل وكفر مخالفها ومعارضها ، كثيرة جدا . وقد ثبتت حجية السنة بالكتاب ، وبالسنة القطعية ، وبالإجماع على أن ما حكم به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهو حكم الله ، كما فصل ذلك في بابه من كتب الأصول ، وكتب الحديث [1] . وإذا كانت السنة بهذه المكانة وجب حفظها ، توصلا إلى العمل بها ، لأن الإخلال بذلك إخلال بها وتقصير في حقها ، وهو مناف لوجوبها . 3 - قد صرح العلماء بأن تصنيف العلوم فرض كفاية ، ولا ريب أن الحديث الشريف وعلومه هو من أفضل العلوم بعد كتاب الله وعلومه ، فكتابته فرض أيضا . قال الزركشي في قواعده : إن تصنيف العلوم فرض كفاية على من منحه الله فهما وعلما ، فلو ترك التصنيف لضيع العلم على الناس [2] .
[1] وقد أفرد لهذا البحث كتاب حجية السنة الدكتور الشيخ عبد الغني عبد الخالق المصري ، أستاذ الأزهر ، ورئيس قسم أصول الفقه في كلية الشريعة . [2] قواعد التحديث للقاسمي ( ص 37 ) .