في رفعه ، لم يورده البخاري في صحيحه ، ولا غيره من أصحاب الصحاح ، عدا مسلم . وأما ما رواه الخطيب ، من متابعة سفيان الثوري لهمام ، في رواية الحديث - مرفوعا - عن زيد [1] . ففيه : أن في سنده النضر بن طاهر ، وقد ضعفوه جدا ، ونسبوه إلى السرقة ، وقالوا : ربما أخطأ ووهم [2] . فلا يصح الاستناد إلى هذه المتابعة في إثبات رفع ذلك الحديث . وأخيرا ، العجيب في الأمر أن أبا سعيد - الذي روى الحديث المرفوع - هذا - في كراهة الكتابة - لا نجده يرى علة لهذا المنع ، إلا أنه لا يريد أن يجعل الحديث كالقرآن في مصاحف ، ولا يذكر أن العلة هي أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن ذلك . وهذا يؤيد ما قيل من أن الحديث الذي نقلوه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما هو موقوف عليه [3] . الأمر الثاني : المناقشة في الدلالة : قال ابن الديبع - بعد أن عزا الحديث إلى مسلم - ما نصه : وقد قيل : إنما نهى أن يكتب الحديث مع القرآن في صفحة واحدة ، فيختلط به ، فيشتبه [4] .