وبذلك تسقط جميع الاعتبارات السندية في واحد واحد منها ، وكل المناقشات الرجالية الجزئية . ومن هنا تعرف أن محاولات أعداء الإسلام من المستشرقين وذيولهم المستغربين للتشكيك في أسانيد هذه الروايات بزعم : أن الأحاديث الواردة في كتابة الحديث وإباحتها موضوعة وضعيفة [1] . إنما هي محاولات فاشلة ، لأنها - كما يقول الدكتور عتر - : نوع من جموح الخيال ، أراد به صاحبه أن يلصق بعلماء الإسلام ما اجترحه الأحبار في ديانتهم ، فاخترع هذا الزعم ، وهو فرية لا تستحق النظر فضلا عن الرد [2] . بل الأولى بهذا الازدراء من حاو ل توجيه عملية منع الحديث مع اعترافه بهذه الأحاديث ، ومن ضرب على أوتار المستعمرين ممن أظهر الإسلام . ومنهم صاحب المنار الذي قال : إن الأحاديث الضعيفة التي تدل للكتابة مطلقا ساقطة ، لا يحتج بها ، ولا ينظر إليها . في كلام طويل [3] .
[1] هو رأي جولدزيهر ، انظر : تقييد العلم ، التصدير ( ص 16 - 17 ) ورأي رشيد رضا في مجلة المنار ( ج 10 ع 10 ص 763 - 766 ) انظر علوم الحديث لصبحي الصالح ( ص 33 ) والسنة قبل التدوين ( ص 305 ) هامش . [2] منهج النقد ( ص 50 ) . [3] مجلة المنار ( ج 10 ع 10 ص 765 و 766 ) .