< فهرس الموضوعات > - ويدعو أولياءه من كتامة إلى الوفاق والوئام . .
< / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - ويحذّرهم مغبّة الشقاق والتمرّد . .
< / فهرس الموضوعات > وقد اتّصل بنا من بعض مشايخنا المستجيبين لدعاتنا أنّه كان يجرى عليه من قبل داعيه فضل يصل إليه من قبله وأنّ بعضهم لقيه يوما فذكر له أنّه عرّض بذكره عند ذلك الداعي فأمر له بشيء / كان يجريه عليه ، فقال : وقد بلغت مبلغا لا أذكر فيه حتّى تذكرني أنت ؟ لا أبقاني اللَّه إلى يوم أكون منسيّا فيه عند من أرجوه إلى أن يذكرني غيري .
فهكذا أريد أن تكون أنفسكم وهممكم بقدر مكانكم منّي ومحلَّكم لديّ . إنّي أحبّ أن أباهي وأكاثر بكم في الدنيا والآخرة كما قال جدّنا رسول اللَّه ( صلع ) لمن كان في عصره : إنّي مكاثر بكم الأمم يوم القيامة [1] ، وقد قال اللَّه ( تع ) : * ( « فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً [2] » ) * ، وقال : * ( « يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ [3] » ) * .
فبي واللَّه تدعون وأنا الشهيد عليكم ، وما أحسب أن يأتي أمثالي بقوم / صالحين وآتي أنا بقوم لا خير فيهم .
فسكت القوم ورأيت أنّ ذلك قد خفض منهم . فقلت : قد وعظ أمير المؤمنين ( ص ) عبيده وأبلغ في الموعظة ، ونبّههم وتفضّل عليهم ، ونسأل اللَّه أن لا يخلينا من تنبيه وليّه ، وأن لا يجعلنا ممّن يعرض عنه ويسلمه لاختياره .
فقال ( ص ) : إنّهم لو لم يكونوا عندي بمحلّ من نحبّ صلاحه ونشتهي رشده لم أقل لهم مثل ما قلت . ولولا ما أخشاه عليهم لعرّفتهم مكانهم عندي وكيف محلَّهم من قلبي . ولو أشاء لعاقبت المذنب عقوبة مثله ، ولقتلت من يجب في صلاح الدولة قتله ، وأبقيت من ينتفع فيها به ، ولكنّني حملت / الأمر على ما أوجبه الزمان لي وجرت به عادة اللَّه الجميلة عندي . إنّ اللَّه ( عج ) يقول : * ( « وأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [4] » ) * . فهذه من نعم اللَّه عندي : فقد خوّلني ومكَّنني

[1] جاء في سنن النسائي ، في باب النكاح ( ج 6 ص 65 ) وفي مسند ابن حنبل ( ج 3 ص 158 و 245 ) على هذا النحو : تزوجوا الولود الودود ، اني مكاثر الأنبياء يوم القيامة . وجاء على صيغة أخرى في مسند أحمد ( ص 354 ) : انكم اليوم على ديني ، واني مكاثر بكم الأمم ، فلا تمشوا بعدي القهقرى . وانظر ص 345 .
[2] النساء ، 41 .
[3] الاسراء ، 71 .
[4] الضحى ، 11 .

561