< فهرس الموضوعات > - ويحذّرهم من الشقاق والتطاحن . . < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - ويدعوهم إلى الائتمام به دون غيره والاعتراف بفضله . . < / فهرس الموضوعات > له الخيبة فيه منهم [1] ، وإنّ ذلك ممّا يوجبه ما جرى لكم معنا من صحبة الأجداد للأجداد وصحبة الآباء للآباء والأبناء للأبناء . وأنتم خاصّتنا وبطانتنا وأحبّ الخلق إلينا لو أعنتمونا بسمع وطاعة وامتثال أمر ، وإن كنّا لا نشكّ في حسن اعتقادكم لولايتنا وصفو نيّاتكم لنا ، ولكنّ الدنيا ربّما / استمالت كثيرا منكم بحطامها ، والحميّة والهوى ربّما مال بكثير منكم عن أمرنا ، لا سيّما ما يعتري بعضكم لبعض من الحسد والمنافسة حتّى يصيروا [2] في مواضعكم إلى الحروب والقتل وهتك الحريم ، وذلك ، وإن يشفى به بعضكم من بعض ، فإنّه ممّا يغمّنا وينكينا فيكم . وكان الواجب عليكم أن تدعوا ما تحبّونه من شفاء غيظكم وبلوغ شهواتكم لما نحبّه من حقن دمائكم وصلاح أموركم وبقاء نعمة اللَّه عليكم ، ثمّ ما تضعونه من أنفسكم لمن لم يجعل عليكم حكما ، ومن أنتم أفضل منه ممّن يدّعي أنّه يستعطفنا عليكم ، ويستدرّ إحساننا إليكم ، ويتقرّب بذلك إليكم ، ويمنّ / به عليكم ويستطيل . والواجب عليكم وعلى جميع من ائتمّ بنا وعرف فضلنا أن يكون نظره واعتماده على أمرنا . فمن قدّمناه عليه وأمرناه باتّباعه وطاعته وضع له خدّه تسليما لأمرنا وطاعة لنا ، ومن لم نرفعه ولم نقدّمه عليه لم يلتفت إليه [3] ، ولم يوجب له ما لم نوجبه ، ولم يتّخذ دوننا ولائج . فو اللَّه ما أحوجناكم إلى أحد ، ولا يعلَّق منكم أحد عليّ بأنّي أحوجته إلى أحد غيري ، ويرى أنّه ينفعه أو يضرّه عندي حتّى يتحمّل له ما كان يتحمّله كثير منكم لمن غضب اللَّه عليه ولعنه - يعني به اللعين قيصر [4] - فيروح ويغدو إليه قبل الرواح والغدوّ إلينا ، فكان ذلك / هو الفرض عليه ، ونحن النافلة عنده ، وما وصل إليه من فضلنا رأى أنّه إنّما وصل إليه به ، وما عسى أن يعطيه دوننا ، خيانة وسحتا ، يملكه به ويعظم له في صدره ويتّسع فضلنا عليه . واللَّه لدرهم نعطيه أحدكم فيأخذه منّا بشكر لأعظم فضلا وبركة وأزكى عند اللَّه من الدنيا بما فيها من غير وجهها ، مع ما في ذلك من سرور الأنفس وكرم الأخلاق .
[1] هكذا في النسختين ، ولم نتبين القصد من الخيبة . [2] ب : حتى يعدوا . [3] سقط من ب : لأمرنا لم يلتفت إليه . [4] قيصر الفتى : قد مر ذكره في ص 436 .