وأعطاني وأقدرني وبلَّغني فوق أملي وفوق ما بلغ به من سبقني . ولقد سبق من آبائكم مع الآباء وأجدادكم مع الأجداد من يقول الناس إنّهم بسبقهم أفضل منكم . وما أقول أنا إلَّا أنّكم أفضل ممّن تقدّمكم بما فضّلكم اللَّه به في أيّامي ورحمتي وحياتي ، وإن كان من تقدّم من الآباء ( صلع ) لم يألوا [1] إحسانا وفضلا لمن كان في عصرهم ، وإن كان ما كان منهم إليهم من التأدّب / لما فيه صلاح جميعهم . فلكلّ زمان رجال ، وليهلكنّ بسيرتي اليوم غدا خلق كثير ممّن يظنّ أنّ الأمر لا يعدو ما أنا اليوم عليه . فاعرفوا قدر ما منّ اللَّه عليكم به ، واشكروه يزدكم من فضله . فقال بعض من حضر : وكيف لنا بشكر ما أولاه أمير المؤمنين ؟ فقال : إنّ الذي أولى اللَّه عباده أجلّ وأعظم ، وقد أخبر ( عج ) أنّ من عباده من قد شكره ، إذ قد شكروا بما قدروا عليه . فأخلصوا نيّاتكم له وما يريد منكم إلَّا الإخلاص . فقبّلوا الأرض مرارا بين يديه ، وشكروا بما قدروا عليه ، وانصرفوا . فخلع يومئذ على جميع من حضر المجلس خلعا رفيعة . وكان يوم سرور ختم / أيّام الطَّهور التي قدّمنا ذكر السرور فيها ، وما علم الناس من فضل وليّ اللَّه بها ، صلوات اللَّه عليه وعلى الأئمّة الطاهرين من سلفه والصفوة المهديّين من خلفه وسلَّم كثيرا .