< فهرس الموضوعات > 292 : - المعزّ يتقبّل التهاني من أوليائه بعد الختان الجماعي . . < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - ويتألَّم لفقر بعض رعيّته . . < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - فيدعو أصحابه إلى الرفق بهم . . < / فهرس الموضوعات > كلام في عطيّات وصلات : 292 - ( قال ) ولما انقضى أمر هذا الطَّهور الذي تقدّم خبره في المجلس الذي تقدّم قبل هذا ، وافق ذلك قدوم رسل بعض دعاة نواحي المشرق بأموال قدموا بها من أعمال المؤمنين ، وطرائف / وتحف . فجلس المعزّ ( ص ) يوم الخميس أوّل يوم من شهر ربيع الآخر [1] بعقب هذا الطهور ، وأمر بإدخال خاصّة أوليائه من كتامة وغيرهم . فقرأ كتب دعاته بما هم عليه من صلاح الأحوال واستقامة الأمور وظهور الكلمة وانبساط الدعوة . فحمد اللَّه على ذلك من حضره ، ودعوا بما أمكن ، ثمّ ذكروا ما كان من فضل أمير المؤمنين على عامّة الناس ، وما انتشر من الثّناء عليه في ذلك والدعاء له على ألسن العامّة والمخالفين والمؤالفين ، وما ظهر من فضله على الفقراء والمساكين . إذ كان أحدهم يأتي بالثلاثة والأربعة وأكثر [ من ] ذلك من ولده ، فيأخذ لكلّ واحد منهم صلة / لعلَّه لم ير في يده قطَّ مثلها . فقال المعزّ لدين اللَّه ( صلع ) : واللَّه لقد ساءني من رأيته يمرّ بي من أهل الفقر والمسكنة ، وإن كانوا قليلا في كثير ، لأنّهم رعيّتنا وممّن نحبّ أن يكونوا أغنياء تظهر [2] نعمة اللَّه ( عج ) عليهم بنا ، إذ قد جرى مثل هذا . وقد حضر عامّة أوليائنا ومن قد نستعمله على رعايانا ، ونتوخّى فيه من الخير ما نظنّ به أنّه يمتثل فيهم أمرنا ، فيوفّي بحسن سيرته فيهم أموال أغنيائهم ، ينعش بذلك فقراءهم ، كما يجب أن يجري ذلك فيهم [3] ، ويمتثل الحقّ في صغيرهم وكبيرهم ، ويعمل بأمرنا فيهم . فرحم اللَّه من فعل ذلك وامتثل ، ولا يرحم من تعدّاه وتجاوزه ولا غفر له وحرمه / شفاعتنا عنده . فو اللَّه ما آلونا في توقيف من نستعمله على ما نريده ونحبّه من العدل والإنصاف وحسن السيرة في الرعيّة والرّفق بها والإحسان إليها . فأنا بريء إلى اللَّه ممّن خالف أمري فيهم ولم يمتثله في جميعهم . واللَّه ما فوق محلَّكم عندي محلّ ، وما أحد من ولدي بأحبّ إليّ منكم ، إلَّا من جعل اللَّه
[1] من سنة 351 . [2] أ : يظهر . ب : ليظهروا . [3] سقط من ب ، أموال أغنيائهم ذلك فيهم .