responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 408


< فهرس الموضوعات > - بعض الدعاة ينحرف فيحل المحارم . .
< / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - وبعضهم يخلط الفلسفة بالدين < / فهرس الموضوعات > وظهوره في الدار وسوء حال ذلك الداعي حمله ، فيما اتّصل به عنه ، إلى أن رخّص لهم في بعض المحارم [1] التي يستحلَّها أولئك المشركون ، وأظهر بذلك الغمّة واستعبر وتأوّه ، وذكر أنّه قد أعمل الحيلة في تطهير تلك الجزيرة من ذلك الذي انتهى إليه عنه لكي يصلح اللَّه ( عج ) أمرها . وذكر من أدّى ذلك إليه عنه ممّن وثق به من جماعة المؤمنين على بعد الدار ، فإنّهم ذكروا أنّ من أنكر ذلك منهم بالموضع جعل يسأل من قدم الحضرة عن ذلك هل فيها منه شيء ؟ فأعلمه بأنّ ذلك ليس منه شيء ، وأنّ الأمر على / إقامة دين اللَّه ولزوم طاعته والقيام بفرائضه واجتناب محارمه . ( قال ) [2] : فحمد اللَّه وشكره ذلك الرجل [3] وقال : إذا كان أصلنا على هذا ، لم يضرّنا فساد الفرع ، ونرجو أنّ الذي حدث فينا لا يغيبّ عن وليّ اللَّه لبعد داره وأنّ اللَّه يوفّقه إلى ما يرضيه فينا وفيمن غيّر دينه عندنا .
ثمّ تعجّب ( صلع ) من ذلك واستعظم الأمر فيه واستهاله ، وذكر آخر من الدعاة النائبين أيضا عنه وأنّه نظر إلى أهل جزيرته وأكثرهم يذهب مذهب الفلاسفة فاشتقّ لهم من كلامهم كلاما يدلّ بزعمه به على أمر أولياء اللَّه ، لم يقولوه ولا أذنوا له فيه ، [ و ] خرج به عن نظام الدين وفارق به أصل أولياء اللَّه / أجمعين .
قال : فقدم عليّ بعض من أخذ ذلك عنه واستحكم في صدره منه فسألته عنه فأخذ في الكلام فيه : فلا هو أفاد كلام الفلسفة كما ذكره أهلها ، ولا هو أبان عن دين اللَّه كما زعم ، وجاء من التخليط بما يخرج عن الملَّة ويدعو إلى الكفر ، فجعلت إذا كسرت عليه لم ينفع الكسر فيه ولا أرى لقبوله حقيقة منه وإن تابعني عليه ، وإذا أرخيت له في عنانه فيما استحكم عنده رأيت أثر قبوله ، فعلمت أنّ ذلك وأمثاله ممّن داخله علَّة لا يبرئه منها إلَّا العلاج الطويل في اتّساع المدّة ، وتفكَّرت في كثرة من لعلَّه في مثل حاله من أهل ذلك الصّقع وكيف ينصرفون / عمّا تداخلهم من هذا البلاء العظيم ، فهالني ذلك .
وقال : هؤلاء بمنزلة قوم تطلع عليهم الشمس وتغرب عنهم ولا يشعرون بها ولا يرونها ، وتمرّ آيات اللَّه عليهم صفحا وهم معرضون عنها ، واللَّه القادر على ما يحبّه



[1] أ : المحاربة ، والاصلاح من ب .
[2] ناقل الخبر إلى المعز عن الداعي المنحرف .
[3] المستفسر عن وقوع مثل هذا التساهل بالحضرة أو انعدامه .

408

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست