من صلاح أمرهم على بعد ديارهم منّا وانقطاع أمرهم عنّا ، وإنّا لو رمنا صرفهم عمّا استحكم وتقرّر عندهم وأخذه الأبناء عن الآباء ، لخشيت أن يصيروا إلى ما هو أعظم منه من الانسلاخ من أمرنا ، وأن يروا أنّا قد عجزنا عمّا علم سلفنا إذ قد استحكم عندهم أنّ ذلك عنهم ، فإمّا يرون أنّا قصّرنا عن علم ذلك عندهم ، أو غيّرناه عليهم إذ خالفنا أصلهم وعدلنا عن منهاجهم / . ( قال ) : ولقد سألني هذا الرجل عن اسم بعض الآباء فذكرته ، فإذا هو عنده على خلاف ذلك فيما عرفه . فقال : نعم ، هذا ممّا قيل لنا أنّ الإمام له سبعة أسماء : اسم جسمانيّ واسم نفسانيّ واسم روحانيّ واسم طبيعيّ واسم حقيقيّ واسم ظاهر واسم باطن ثمّ جعل ( صلع ) يتعجّب لقوله . ( قال ) : وجاءنا رجل آخر من قبل بعض الدعاة النائبين عنّا بكتاب ذكر أنّه سأله أن يجمع له ما به الحاجة إليه وقال : يراه مولانا ( صلع ) فإن كان الذي فيه صوابا أخذته وعملت به ، وما أنكره رفضته واطَّرحته . فنظرت فيه فإذا به محشوّا عويصا ومحالا وما لا فائدة فيه ولا حاجة لمسترشد / إليه ، فلم أدر ما أقول فيه : إن أبطلته عنده خفت عليه ممّا قدّمت ذكره ، وعلى من يرجع عنّي [1] بذلك إليه ممّن خلَّفته ، وإن صحّحته عنده صحّحت عنده الفاسد ، وأعوذ باللَّه ! لكنّني لطفت في تقويمه وتأييده من غير هذين الوجهين وتأنّيت له . وكان فيما رأيت في هذا الكتاب