responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 331


قال المعزّ ( عم ) : هذه محاسن القوم ، فكيف بمساوئهم ؟ وهذا قول من قصد بقوله مدحهم وفخرهم ، فكيف بمن قصد ذمّهم ومعايبهم ؟
فقلت : الحمد للَّه الذي لم يجعلنا من أتباعهم وفي أزمانهم فنكون مثلهم ومعهم ، ونحشر في زمرتهم .
قال : نعم ، الحمد للَّه على ما منّ به عليكم بنا وقسم لكم من ولايتنا ولطف لكم من الكون معنا / .
كلام جرى في مجلس في إجراء نهر عين أيّوب إلى المنصوريّة :
173 - ( قال ) واعتزم [1] المعزّ لدين اللَّه ( صلع ) على إجراء نهر عين أيّوب [2] إلى المنصوريّة ، وقد كان القائم ( عم ) ابتدأ العمل فيه على أن يجريه إلى



[1] في النسختين : ولما

[2] ان مضمون هذا النص جديد كل الجدة على الوثائق والدراسات التاريخية والأثرية . فهو يفيد أن القائم الخليفة الفاطمي الثاني ابتدأ العمل لاجراء عين نهر أيوب إلى القيروان ، وكان مقر الدولة يومئذ بالمهدية ، لكن فتنة أبي يزيد عطلت الأمر . وفكر الخليفة الثالث المنصور إسماعيل في مواصلة جهود والده ، ولكن مستشاريه هولوا عليه ، وهو تخويف لم يعبأ به المعز ، إذ استأنف العمل يوم الأحد غرة المحرم سنة 348 ه ، مبتدئا من حيث انتهى القائم . وهذه الحقائق الموثوقة تدعو لإعادة النظر في كل ما قيل عن قنوات الماء الموجهة إلى القيروان . فالنصوص لا تفيدنا بشيء توضيحي عن هذا الموضوع ، مثل الإشارة العابرة التي وردت في أرجوزة لسان الدين بن الخطيب ( رقم الحلل في نظم الدول 31 - تونس 1316 ه ) يتحدث فيها عن الخليفة المعز الذي : « جلب الماء على الحنايا » . وقد أخذت الدراسات الأثرية وجهة مختلفة عما يفيده نص القاضي النعمان ، ففي التقرير الذي كتبه Lieutenant Lachievre تعتبر قناة مياه جبل الشريشيرة ضمن المنجزات الرومانية . انظر :
Paol Gaukler : Enquete sur les instalations hydrauliquse romaines en tunisie IV , p . 277 Tunis 1900 .
ويذكر G . Marcais أن الأغالبة هم الذين نقلوا الماء إلى القيروان على قناة محمولة على دعائم . حيث تنطلق المياه من حوض التجميع الدائري داخل القناة المقبية ، وتجتاز وادي الموتى على حنايا عقودها نصف دائرية ، لا تزال أربعة منها قائمة إلى اليوم . واستخدم الفاطميون لتزويد صبرة / المنصورية بالماء المؤسسات التي أقامها الأغالبة قبلهم كحنايا الشريشيرة التي كان عليهم أن يصلحوا بعض أجزائها وأن يكملوا مد القنوات في الوجهة التي يريدونها وكان G . Marcais , L'architecteture musulmane d'Occident pp . 36 . 93 بهذا يوفق بين رأيه وما انتهى إليه Solignac في بحثه Les instalations hydrauliques de kairouan لقناة جبل الشريشيرة ومنابعها ومسالكها وعصور بنائها ، حيث تصل القناة الرومانية إلى « هنشير غراره » ومن هناك يبدأ المجرى الأغلبي ، الذي لم يغير الفاطميون / شيئا من مخططه وخطة سيره الا عند اقترابه من القيروان إذ أضيف إليه بعد ترميمه مجرى آخر أوسع وأكثر استيعابا لحجم الماء المار به . ولاحظ Solignac بعض الفروق التي اتخذها معيارا للتمييز بين عملي الأغالبة والفاطميين ، وذلك أن مواد البناء التي استخدمت في إقامة هذا الأثر لربط أحجاره وتغشية سطوحه تشتمل على رماد الخشب والخزف المدقوق tuileau ، ولكن نسبتها في القسم الفاطمي أكثر ارتفاعا . ( انظر المصدر السابق ، 126 وما بعدها ) . أن نص النعمان لا يدع شكا في وضوح دلالته . ويستمد توثيقه عندنا من شخصية كاتبه وعلاقته بالخليفة المعز . ونستبعد أن ينسب هذا الخليفة لنفسه ولأسلافه ما لم ينجزوه من كبير الأعمال . وإذا عدلنا نظرتنا بالنسبة إلى قناة الشريشيرة والحنايا الحاملة لها إلى أعمال الفاطميين وفق هذا النص فسيظل هناك سؤال مهم يتطلب الإجابة ، هو : من أين كان الأغالبة يستقون ويملأون بركهم الواسعة بالقيروان ورقادة ؟ كما سيظل اسم « أيوب » الذي نسبت إليه العين ، نقطة تساؤل عنه وعن منزلته .

« 1 » في النسختين : ولما « 2 » ان مضمون هذا النص جديد كل الجدة على الوثائق والدراسات التاريخية والأثرية . فهو يفيد أن القائم الخليفة الفاطمي الثاني ابتدأ العمل لاجراء عين نهر أيوب إلى القيروان ، وكان مقر الدولة يومئذ بالمهدية ، لكن فتنة أبي يزيد عطلت الأمر . وفكر الخليفة الثالث المنصور إسماعيل في مواصلة جهود والده ، ولكن مستشاريه هولوا عليه ، وهو تخويف لم يعبأ به المعز ، إذ استأنف العمل يوم الأحد غرة المحرم سنة 348 ه ، مبتدئا من حيث انتهى القائم . وهذه الحقائق الموثوقة تدعو لإعادة النظر في كل ما قيل عن قنوات الماء الموجهة إلى القيروان . فالنصوص لا تفيدنا بشيء توضيحي عن هذا الموضوع ، مثل الإشارة العابرة التي وردت في أرجوزة لسان الدين بن الخطيب ( رقم الحلل في نظم الدول 31 - تونس 1316 ه ) يتحدث فيها عن الخليفة المعز الذي : « جلب الماء على الحنايا » . وقد أخذت الدراسات الأثرية وجهة مختلفة عما يفيده نص القاضي النعمان ، ففي التقرير الذي كتبه Lieutenant Lachievre تعتبر قناة مياه جبل الشريشيرة ضمن المنجزات الرومانية . انظر : Paol Gaukler : Enquete sur les instalations hydrauliquse romaines en tunisie IV , p . 277 Tunis 1900 . ويذكر G . Marcais أن الأغالبة هم الذين نقلوا الماء إلى القيروان على قناة محمولة على دعائم . حيث تنطلق المياه من حوض التجميع الدائري داخل القناة المقبية ، وتجتاز وادي الموتى على حنايا عقودها نصف دائرية ، لا تزال أربعة منها قائمة إلى اليوم . واستخدم الفاطميون لتزويد صبرة / المنصورية بالماء المؤسسات التي أقامها الأغالبة قبلهم كحنايا الشريشيرة التي كان عليهم أن يصلحوا بعض أجزائها وأن يكملوا مد القنوات في الوجهة التي يريدونها وكان G . Marcais , L'architecteture musulmane d'Occident pp . 36 . 93 بهذا يوفق بين رأيه وما انتهى إليه Solignac في بحثه Les instalations hydrauliques de kairouan لقناة جبل الشريشيرة ومنابعها ومسالكها وعصور بنائها ، حيث تصل القناة الرومانية إلى « هنشير غراره » ومن هناك يبدأ المجرى الأغلبي ، الذي لم يغير الفاطميون / شيئا من مخططه وخطة سيره الا عند اقترابه من القيروان إذ أضيف إليه بعد ترميمه مجرى آخر أوسع وأكثر استيعابا لحجم الماء المار به . ولاحظ Solignac بعض الفروق التي اتخذها معيارا للتمييز بين عملي الأغالبة والفاطميين ، وذلك أن مواد البناء التي استخدمت في إقامة هذا الأثر لربط أحجاره وتغشية سطوحه تشتمل على رماد الخشب والخزف المدقوق tuileau ، ولكن نسبتها في القسم الفاطمي أكثر ارتفاعا . ( انظر المصدر السابق ، 126 وما بعدها ) . أن نص النعمان لا يدع شكا في وضوح دلالته . ويستمد توثيقه عندنا من شخصية كاتبه وعلاقته بالخليفة المعز . ونستبعد أن ينسب هذا الخليفة لنفسه ولأسلافه ما لم ينجزوه من كبير الأعمال . وإذا عدلنا نظرتنا بالنسبة إلى قناة الشريشيرة والحنايا الحاملة لها إلى أعمال الفاطميين وفق هذا النص فسيظل هناك سؤال مهم يتطلب الإجابة ، هو : من أين كان الأغالبة يستقون ويملأون بركهم الواسعة بالقيروان ورقادة ؟ كما سيظل اسم « أيوب » الذي نسبت إليه العين ، نقطة تساؤل عنه وعن منزلته .

331

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست