responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 322


واللَّه لقد حاز العدوّ أيّام الفتنة [1] من حازوا من النّساء والأطفال ، ولقد كانت وصاياهم وكتبهم تأتينا يأمروننا بالصّبر مع وليّ اللَّه وأن لا نعطي لمكانهم [2] الديّة لأعداء اللَّه . فصبروا على السرّاء والضرّاء والسّبي والأسر حتّى أظهرنا اللَّه تعالى بوليّه واستنقذناهم قسرا بحول اللَّه وقوّته .
فقال صلوات اللَّه عليه : لن يضيع اللَّه سبحانه / لكم ذلك ولا ينساه . واللَّه لو اطَّلعتم على ما لكم عند اللَّه بذلك لقرّت أعينكم وطابت أنفسكم . وإنّ اللَّه سبحانه تعبّد الخلق بضروب من المحن ، فما تعبّدكم إلَّا لأفضلها وما استعملكم إلَّا في خيرها وأشرفها : موالاة أوليائه والجهاد في سبيله والذبّ عن صرح دينه . فأبشروا من اللَّه بالقسم الأوفى والحظَّ الأسنى .
وفي مثل ذلك :
( قال ) وسمعته ( صع ) يقول لبعض الأولياء من كتامة : واللَّه ما يختالجني الشكّ في اعتقاد صغيركم وكبيركم وحرّكم وعبدكم وذكركم وأنثاكم ولا يتنما واجتماع قلوبكم على محبّتنا . على ذلك نشأ صغيركم وعليه كبر كبيركم .
قال أحدهم : واللَّه لو قد / سمع مولانا ( عم ) ما يلفظ به نساؤنا وعبيدنا وصبياننا من القول بولايته والمحبّة له ونشر فضله ، لعلم أنّهم على ما ذكره فيهم .
فقال ( عم ) : ولم لا يكونون كذلك ! وقد قسم اللَّه ( عج ) لهم منّا [3] الحظ الأوفر في المحبّة لهم والإشفاق عليهم والمودّة لصغيرهم وكبيرهم ، وما لم يكن لهم مثله من أحد من آبائنا مع ما وهب اللَّه لهم في أيّامنا من العزّ والأمن والسّعة والسّلطان وعلوّ الكلمة ما لو أدركه من مضى من أسلافهم ثمّ أمرناهم أن يلجوا النّار بين أيدينا لولجوها .
فقال أحدهم : واللَّه إنّا لنقول ذلك ونتمنّى لمن [4] مات من آبائنا وإخواننا أن لو مدّ في أعمارهم حتّى يكونوا بلغوا هذه الأيّام ورأوا هذه النّعم وشملهم /



[1] يعني فتنة أبي يزيد .
[2] كذا في « أ » و « ب » ، على المعنى الدارج موضعهم . ويمكن قراءتها : لفكاكهم .
[3] من : ولم إلى منا ساقطة من أ .
[4] ب : سقط من : أيدينا إلى : نتمنى لمن

322

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست